في كتابه الجديد، أطلق اللواء المتقاعد ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، جيورا إيلاند، تحذيراً صريحاً من انزلاق "إسرائيل" نحو نظام حكم ديكتاتوري فعلي، مشيراً إلى أن الحكومة الحالية قد تسعى، بكل الوسائل، لمنع إجراء انتخابات أو ضمان عدم خسارتها، حتى لو كان الثمن هو تدمير أسس الديمقراطية.
اقرأ أيضًا:
- إسرائيل تكشف عن خطتها في حال رفضت حماس عرضها الأخير
- هجوم بلا أهداف.. هآرتس تكشف حقيقة العدوان الإسرائيلي على غزة
انتقاد أداء حكومة نتنياهو
وانتقد إيلاند بشدة الأداء السياسي والعسكري لحكومة نتنياهو في إدارتها للحرب على غزة، مشدداً على أن الأهداف التي أعلنتها – والمتمثلة في القضاء على حركة حماس، واستعادة الأسرى، وإنهاء التهديد الأمني من القطاع – لم يتحقق أي منها حتى اللحظة.
واعتبر أن الخطأ الأكبر كان في التعامل مع غزة كمنطقة خاضعة للاحتلال المباشر، متجاهلين أن حماس تسيطر على كيان منظم يشبه الدولة لا يمكن إسقاطه باستخدام القوة العسكرية وحدها.
وحمل إيلاند مسؤولية الفشل في منع هجوم 7 أكتوبر لكل من جهاز الشاباك والجيش الإسرائيلي، معتبراً أن عدم وجود رؤية استراتيجية واضحة لاستمرار القتال، أو خطة سياسية بديلة للتعامل مع مستقبل غزة، سيؤدي بالضرورة إلى استمرار الفشل ويدفع "إسرائيل" إلى دفع أثمان باهظة إنسانياً وسياسياً.
اتفاق شامل
وأشار إلى أن المخرج الوحيد من هذا المأزق يتمثل في التوصل إلى اتفاق شامل يتضمن إطلاق سراح الرهائن مقابل وقف الحرب، غير أنه عبر عن تشككه في وجود نية حقيقية لدى الحكومة الحالية لتحقيق هذا الخيار، بسبب مخاوفها من أن تؤدي أي تسوية إلى تفكك التحالف الحاكم وسقوطه سياسياً.
وفي خاتمة كتابه، أبدى إيلاند قلقاً عميقاً من محاولات تفكيك المنظومة القانونية الإسرائيلية، وتحويل نظام الحكم إلى ما يشبه "الحكم الشخصي"، القائم على الولاءات السياسية والمحسوبية والفساد.
وأكد أن "إسرائيل" تقف على مفترق طرق خطير، وهي بحاجة ماسة إلى العودة إلى نهج عقلاني يحترم قيم الديمقراطية، ومع ذلك، عبر عن بصيص أمل يستمده من قوة المجتمع المدني وتماسك فئات واسعة من الجمهور الإسرائيلي الرافضة لهذا المسار الانحداري.