ما الذي تريده إسرائيل من غزة؟.. تقرير عبري يكشف

آثار الدمار في غزة جراء القصف الاسرائيلي
آثار الدمار في غزة جراء القصف الاسرائيلي

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مقال بقلم ناحوم برنياع، يتحدث فيه عن الجدل المثار على أفضل وسيلة لاستعادة المخطوفين، متساءلًا هل عبر تصعيد الضغط العسكري على حركة حماس أم من خلال صفقة تشمل وقف الحرب على غزة؟ أما العملية العسكرية ذاتها فقد وصفت بأنها مجرد مناورة من طرف واحد. 

وأشار "برنياع"، إلى أن مناطق بيت حانون ورفح وما جاورهما أصبحت مواقع سياحية يقصدها المسؤولون، حيث زارها وزير الجيش يسرائيل كاتس وسط حشد من الصحفيين والمصورين، وحتى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حضر بنفسه في مشهد استعراضي.

حادثة مأساوية تطرح تساؤلات كبرى

إلا أن الحظ لم يكن في صالحهم، حيث وقعت حادثة مروعة أودت بحياة النقيب غالب نصارة من رهط، الذي كان يعمل قصاص أثر في اللواء الشمالي، وأدت إلى إصابة مجندة وضابط آخر. 

وأعادت هذه الحادثة طرح سؤال صعب: ما الذي تفعله إسرائيل حقاً في غزة؟ تزامن ذلك مع نشر تقرير أعده اللواء المتقاعد يوآف هار إيفن، بشأن مذبحة نفذتها كتيبة الدورية التابعة لغولاني، حيث استشهد 15 فلسطينياً، معظمهم غير مقاتلين، بعضهم كانوا في سيارات إسعاف قرب تل السلطان.

كما كشف "التقرير"، عن إدارة ميدانية كارثية، وعصياناً للأوامر، وتقديم تقارير مضللة، كما أن التسجيلات القادمة من أرض الميدان كانت مروعة، والأضرار على الساحة الدولية جسيمة.

رؤيتان متضادتان للمعركة

يتصارع نهجان داخل القيادة الإسرائيلية؛ رئيس الأركان أيال زمير وهيئة الأركان العامة يدفعون باتجاه حملة محدودة الهدف: زيادة الضغط على حماس لبلوغ صفقة تبادل أسرى.

والجدير بالإشارة أنه ليس هناك نية للاحتفاظ بالمناطق التي تمت السيطرة عليها خلال الشهر الأخير، فالهدف واضح: صفقة، تحرير مخطوفين، دخول شركات أمريكية لتوزيع الغذاء، وإخلاء. نهاية القصة.

وفي المقابل، يتبنى رئيس الوزراء نتنياهو توجهاً شاملاً؛ إذ يرى أن مطالب حماس التعجيزية تحدد مصير القطاع، ووفق رؤيته، خلال أيام ستنتقل إسرائيل إلى مرحلة احتلال كامل ودائم لغزة. 

هذا ما أشار إليه نتنياهو في خطابه الخاص، مساء السبت، عندما قال: "لن أستسلم" و"قبول اتفاق بشروط حماس سيبدد رؤيا ترامب التي ستغير وجه غزة إلى الأبد".

"رؤيا غزة" حسب نتنياهو

وبحسب رؤيا "نتنياهو" لمستقبل غزة تعني اندلاع قتال واسع النطاق بعدة فرق عسكرية، مع وقوع إصابات إسرائيلية ومجازر مدنية فلسطينية، يتبعها احتلال مباشر، وتهجير للسكان، ثم استئناف الاستيطان وتحويل المنطقة إلى "ريفييرا" تمتد من الساحل إلى جباليا، والسؤال المطروح: هل يهدف نتنياهو من وراء تصريحاته إلى تهديد حماس، أم إلى تعزيز مكانته بين مؤيديه، أم تمهيد الطريق لحرب أبدية مفتوحة لا تقود إلى نصر فعلي؟

المخطوفون خارج الحسابات

في الواقع، يبدو أن نتنياهو تنازل عن المخطوفين على المستوى التكتيكي والاستراتيجي والأخلاقي، إذ لم يعد تحريرهم يتماشى مع أجندته الحالية.

مظاهرة صامتة ورسائل متباينة

أمام معسكر الكريا يوم السبت، وقف نشطاء يوزعون منشورات تدعو إلى رفض القتال. آلاف مروا بالطريق نحو مظاهرة دعم المخطوفين، لكن قلة أخذوا المنشورات، وعدد أقل رفعوها خلال التظاهرة.

هناك تأييد واسع لصفقة تضمن تحرير المخطوفين، لكن الدعوة إلى وقف الحرب ما تزال ضعيفة.

والجدير بالذكر أن استمرار الحرب، معاناة العائلات، الغرق في مستنقع غزة، واستفزازات القيادة السياسية، كلها عوامل بدأت تهدد وحدة الجبهة الداخلية، حتى داخل اليمين، لم تعد غزة تبرر هذا الثمن الباهظ.

يديعوت أحرونوت