كشفت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، المعروف بـ"الكابنيت"، يعتزم عقد اجتماع جديد يوم الإثنين المقبل، لمتابعة النقاشات المستمرة حول الحرب الجارية في قطاع غزة، في ظل تصاعد الخلافات داخل مراكز اتخاذ القرار، خاصة بشأن المسارات المستقبلية للعملية العسكرية وتبعاتها السياسية والإنسانية.
تقدم في ملف المساعدات
وأوضحت الصحيفة أن اجتماع الكابنيت الذي عقد مساء الخميس الماضي شهد بعض التقدم المحدود في ملف المساعدات الإنسانية الموجهة إلى القطاع، إذ تم التوصل إلى تفاهم مبدئي بين قيادة الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي بشأن آليات توزيع المساعدات الإغاثية، بما يضمن ـ وفق رؤية الحكومة ـ منع وصول هذه المساعدات إلى حركة حماس.
اقرأ أيضًا:
- أزمة ثقة تهدد المؤسسات العسكرية الإسرائيلية بسبب الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين
- تصريح جديد من الرئيس السيسي بشأن تهجير الفلسطينيين.. ماذا قال؟
وقد قدم الجيش خلال الاجتماع مقترحات محدثة لتوزيع المساعدات، تتماشى مع مطالب الوزراء القاضية بتشديد الرقابة على الإمدادات، وضمان ألا يتم استغلالها من قبل "المنظمات المسلحة"، مع الحرص في الوقت ذاته على حماية الجنود الإسرائيليين المكلفين بالإشراف على التوزيع.
ورغم هذه النقطة الإيجابية، أكدت الصحيفة أن الاجتماع لم يخل من التوترات، إذ نشبت خلافات حادة بين قيادات المؤسسة الأمنية وعدد من الوزراء، خاصة بشأن المرحلة القادمة من العمليات العسكرية، ومدى فاعلية الاستراتيجية الحالية.
ووصلت حدة النقاش إلى مشادات كلامية وتبادل الاتهامات، ما دفع قيادة الجيش إلى مراجعة خططها الميدانية وصياغة سيناريوهات بديلة تتناغم مع التوجهات السياسية للحكومة، التي تضغط في اتجاه تصعيد محسوب يحقق أهدافًا سياسية داخلية دون التورط في تكلفة عسكرية أو إنسانية باهظة.
نزوح نصف مليون فلسطيني
وفي سياق متصل بالأزمة الإنسانية المتفاقمة، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، يوم الجمعة، أن نحو نصف مليون فلسطيني نزحوا مرة أخرى خلال الشهر الأخير داخل قطاع غزة، نتيجة الأوامر المتكررة بالإخلاء الصادرة عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل عملياته العسكرية دون توقف.
وأكدت "أونروا" في بيانها أن موجات النزوح الأخيرة أدت إلى انحصار مئات الآلاف من السكان في مناطق ضيقة تمثل أقل من ثلث مساحة القطاع الأصلية، مشيرة إلى أن هذه المناطق المتبقية تعاني من أوضاع مأساوية، إذ أصبحت مجزأة، غير آمنة، وتفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية، بما في ذلك المياه الصالحة للشرب، الكهرباء، والخدمات الطبية الطارئة.
وحذرت الوكالة من أن استمرار هذه الحالة قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لضمان توفير ممرات آمنة وتقديم الدعم اللازم للمدنيين المحاصرين.