توتر غير مسبوق في الجيش الإسرائيلي بشأن قصف غزة (تفاصيل)

الحرب على غزة
الحرب على غزة

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الجمعة، عن تصاعد حاد في حدة التوتر بين سلاح الجو الإسرائيلي وقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، بسبب الخلافات العميقة حول إدارة العمليات العسكرية الجارية في قطاع غزة، والتي تسببت في خسائر بشرية فادحة في صفوف المدنيين الفلسطينيين.

اقرأ أيضًا:

ووفقًا لما نقلته الصحيفة عن مصادر عسكرية مطلعة، فإن سلاح الجو أبدى تحفظات قوية على الطريقة التي تدار بها عمليات القصف، متهمًا قيادة المنطقة الجنوبية بتقديم أهداف ميدانية لا تراعي بشكل كافٍ المعايير المرتبطة بتقليل الخسائر في صفوف المدنيين. 

صدمة بين الطيارين

ووفق ذات المصادر، فإن الطيارين تلقوا تقديرات مسبقة تقلل من حجم الضحايا المحتملين جراء تنفيذ الغارات، لكنهم صدموا بعد ذلك بأن الأرقام الفعلية للقتلى، لا سيما من المدنيين، كانت أعلى بكثير مما أبلغوا به، الأمر الذي أحدث صدمة واستياء واسع في أوساط الطواقم الجوية.

وأوضحت الصحيفة أن هذا الخلاف لم يتوقف عند مجرد الاعتراض على طريقة العمل، بل امتد ليصل إلى تحقيقات داخلية يجريها سلاح الجو لمعرفة أسباب الفجوة الكبيرة بين التقديرات والنتائج، في وقت تتهم فيه قيادة سلاح الجو نظيرتها في القيادة الجنوبية بعدم التعاون الكامل مع هذه التحقيقات، وعدم توفير المعلومات الكاملة بشأن الظروف المحيطة بكل غارة. 

وأكدت الصحيفة أن هذا التباين العميق في المواقف يهدد بانفجار أزمة ثقة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، خصوصًا إذا استمر تجاهل هذه الخلافات دون تدخل من القيادة العامة.

تطور ميداني

وفي تطور ميداني خطير يعكس تداعيات هذه الخلافات، أشار التقرير إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي نفّذ ليلة أمس غارة جوية قاتلة على منطقة "مواصي خان يونس" جنوب قطاع غزة، استهدفت خيمة تقيم فيها عائلة فلسطينية نازحة، هي عائلة "أبو طعيمة"، ما أدى إلى استشهاد جميع أفراد العائلة. 

وقد أسفر القصف عن استشهاد الأب إبراهيم خليل أبو طعيمة، وزوجته هنادي شعبان أبو طعيمة (أبو سبت)، وهي حامل، إضافة إلى أطفالهم الثلاثة: سميرة (8 أعوام)، عازم (6 أعوام)، ورافت (4 أعوام)، ما تسبب في صدمة واسعة داخل الأوساط الحقوقية والإنسانية.

ويأتي هذا التطور الدموي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر حتى الآن عن سقوط 51,355 شهيدًا فلسطينيًا، إضافة إلى 117,248 إصابة، في واحدة من أعنف موجات العنف التي شهدها القطاع منذ سنوات، وسط تحذيرات متزايدة من كارثة إنسانية شاملة وانهيار تام للمنظومة الأخلاقية والعسكرية داخل الجيش الإسرائيلي نفسه.

وكالات