رأي في تعيين نائبًا لرئيس اللجنة التنفيذية نائبًا لرئيس دولة فلسطين

بقلم: حسن أبو العيلة

بدايةً اود أن احيي الأخ الرئيس أبو مازن على شجاعته وحكمته ورؤيته الاستراتيجية كسياسي محترف و رجل دولة ،  والتي لا اشك لحظة واحدة انها تأتي من قائد مؤسس ،  يحرص على استمرارية مشروع وطني كان هو ومجموعة من اخوته نواة له ، واستطاعت هذه المجموعة أن تؤسس لاعظم مشروع في مواجهة المشروع الصهيوني الغربي وهو ما عرف لاحقاً بالمشروع الوطني الفلسطيني استكمالاً  لما بدأه أخوة لهم من تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ، فقد استطاعت  هذه المجموعة  أن تخرج هذا الإطار ( م.ت.ف ) بعد الانطلاقة العظيمة لحركة فتح من ادراج الجامعة العربية كجهة سياسية جهوية تتابع الشأن العربي ومن ضمنه القضية الفلسطينية ، إلى حيز الوجود و الى ما عرف بالقرار الوطني الفلسطيني المستقل في مواجهة ذلك المشروع الصهيوني الهادف إلى صهينة الأرض والانسان ونهب ثروات الأمة والسيطرة على المنافذ المائية والبرية، وما استمرار مشروعنا الوطني الفلسطيني طوال هذه الفترة في مواجهة مشروع الغرب إلا حالة اعجازية امام قدرات الأعداء بكافة اشكالها.
لقد شهدت قضيتنا مراحل مد وجزر في خضم الصراع المحتدم ، ولكن هذه المرحلة قد تكون الاعقد والاسوء في ظل تغيرات جذرية في الاقليم الذي نعيش فيه وعلى وجه الخصوص عالمنا العربي والعالم الذي باتت تسيطر عليه اليمينية والتوحش في اتجاه السيطرة على الاقتصاد والموارد الطبيعية وسلاسل التوريد بعد أن سيطر الفكر الرأسمالي على سلوك الشعوب واقتصادياتها وانهيار المنظومة الاشتراكية وتغير خارطة التحالفات السياسية وتباين مواقف الدول ما يحول من رسم خريطة تحالفات في إطار معسكر الأصدقاء أو الأعداء.
امام كل هذه التحديات الصعبه كيف يمكن لقيادة شعب أن تتصرف  ونحن لسنا في احسن احوالنا وما نعانيه من عدوان الإحتلال المستمر والانقلاب والانقسام السياسي والمجتمعي وهشاشة جبهتنا الداخلية وتخلي العرب عنا وعن واجبهم في دعم تحرير فلسطين أو تعزيز صمود شعبها ؟
هل نستسلم ؟
 ام نقف عاجزين عن اجتراح الحلول ؟
  إن من واجب القيادة أن تصنع الفرص من وسط كل تلك التهديدات والتحديات والصعوبات بحكم اطلاعها ومشاهدتها للصورة من كافة جوانبها وهذا دأب القيادة المسؤولة والموثوقه وتقرر ما ينفع الناس ويمكث في الأرض دون النظر الى الزبد الذي يذهب جفاءً ، قد تختلف اراء الناس حول أي قضية أو ظاهره في الشأن العام وهذا الوضع الطبيعي ولكن قواعد الاختلاف يجب أن تستد لقاعدة واحدة وهي الحرص والصالح العام والاهتمام بالفكرة والجوهر والعائد منها ، دون شخصنة أو مناكفات لا تعود بالنفع على العام.
 صحيح أنني ممن رأى في مراحل الاعداد والنقاش بأن لا ضرورة لاستحداث موقع نائب لرئيس اللجنة التنفيذية ورئيس دولة فلسطين في هذا الظرف الخطر مستنداً لتجربة استحداث موقع رئيس وزراء والتي لم تحدث فرقاً جوهرياً في اداء النظام السياسي أو الاداري كون النظام بالاصل كان مبنياً ليكون نظاماً رئاسياً بل ربما هذا الاستحداث زاد في تعقيد المشهد السياسي والاداري.
اما وقد حدث استحداث موقع نائباً لرئيس اللجنة التنفيذية ورئيس دولة فلسطين وفقاً لرؤيا وطنية ومن خلال ما اجراه المجلس المركزي من تعديل  على النظام الاساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية والتي استند عليها الأخ الرئيس أبو مازن في ترشيح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأخ حسين الشيخ لهذا الموقع وقبول اللجنة المركزية لحركة فتح كإطار قيادي للحركة يحظى بشرعية منتخبه لهذا الترشيح فإنني كعضو في هذه الحركة العظيمة أرى وبكل تواضع وحرص مسؤول :
🔸التوقف الفوري من كافة كوادر الحركة عن أي مناكفات أو شخصنة أو  احاديث لا ضرورة لها فهذا ما اساء لنا امام شعبنا وسهل مهمة خصومنا واعدائنا في محاولة اخراجنا من الحيز الوطني ،  ودعم هذا التغيير ومرشح الحركة لهذا الموقع وتوفير فرص نجاحه في احداث التغيير المطلوب والمرغوب والعمل معه لتحقيق اهدافنا الوطنية.
🔸لاقى هذا الاستحداث والترشيح ترحيباً عربياً ودولياً واسعاً وهذا ما يشكل فرصة حقيقية لنا يجب علينا التقاطها وتوظيفها بما يخدم مشروعنا الوطني و لتجديد أنفسنا أيضاً واننا لا زلنا نطلع بقيادة شعبنا واننا قادرون على التعاطي مع العالم بمسؤولية وفقاً لاجندتنا الوطنية.
🔸علينا أن نتذكر ونحن نقود شعبنا ان شعبنا من عالم البشر وقد اتعبته الاحداث المهوله المتلاحقه  والتغيرات الدولية الكبيرة والابادة الجماعية التي يتعرض لها وانه يحتاج استراحة المحارب للملمة جراحه ومداواتها ليجدد نفسه ويعاود الانطلاق من جديد حتى تحقيق اهدافه الوطنية ، ولنتذكر أنه في عالم السياسة لا شيء ثابت بل الثابت الوحيد هو المصالح الوطنية للدول ونحن لسنا بمعزل عن هذا العالم.
🔸إن  نائب رئيس اللجنة التنفيذية ، نائب رئيس دولة فلسطين الأخ حسين الشيخ هو ابنٌ لتجربة العمل الوطني والنضالي الذي انخرطنا فيه جميعاً وتقاسمنا معاً الألم والمعاناة والأمل من اجل غدٍ أفضل لنا ولاجيالنا القادمة وهو منا ونحن منه وهو خيار الإطار الشرعي الأول في حركة فتح اللجنة المركزية وهذا ما يدعونا في إطار التزامنا التنظيمي دعمه والوقوف إلى جانبه وهي ابجديات العمل التنظيمي هكذا افهم العمل التنظيمي ، فالعمل السياسي والتنظيمي لا يستند لمشاعر الحب والبُغْض وإنما لقواعد اساسها متين يسهم في رفع شأن التنظيم او العمل السياسي العام نحو تحقيق الاهداف الوطنية ، ولنتذكر جميعاً أننا خسرنا خسارات فادحة شكلت منعطفات حاداة في حياة شعبنا عندما غَلبنا عواطفنا على العمل التنظيمي ولعل ابرزها وأكثرها ضرراً لمشروعنا الوطني انتخابات العام 2006 وما تلاها لاحقاً من خسارة غزة .
واخيراً أقول قولي وامضي دوماً فانا من مدرسة الإلتزام التنظيمي ولا التفت للاحاديث الجانبية غير ذات القيمة ، و اتمنى كل التوفيق والنجاح لنائب رئيس اللجنةالتنفيذية نائب رئيس دولة فلسطين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأخ حسين الشيخ في تحقيق الاختراقات الدولية التي تجعل من حياتنا أفضل وتحقق اهدافنا الوطنية نحو الدولة والاستقلال والحرية.
وانها لثورة حتى النصر 

البوابة 24