أفادت قناة "أي نيوز 24" الإسرائيلية أن حركة حماس قدمت إلى الجانب المصري مقترحًا غير مسبوقًا يتضمن استعدادها لوضع ترسانتها العسكرية تحت إشراف مباشر من السلطات المصرية، في محاولة جادة لبلورة تسوية تنهي الحرب الدامية التي اندلعت في أكتوبر 2023.
تفاصيل مقترح حماس
ونقلت القناة عن مصدر وصفته بـ"العربي المطلع" أن المقترح يشمل تنازلات جوهرية من طرف حماس، أبرزها استعداد الحركة للتخلي عن أسلحتها الثقيلة، بما في ذلك الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، ووقف جميع الأنشطة المتعلقة بحفر الأنفاق، وإنهاء برامج التجنيد والتدريب العسكري لعناصرها.
اقرأ أيضًا:
لكن وفقًا للمصدر ذاته، فإن حماس رفضت التخلي عن أسلحتها الفردية والدفاعية، حيث تميز الحركة بين نوعين من السلاح: الأول "هجومي" وتبدي استعدادها لتسليمه، والثاني "دفاعي" ترى أنه ضروري لحماية كوادرها ومقاتليها، ويشمل أسلحة القنص، والصواريخ قصيرة المدى، والمتفجرات الميدانية.
ونقل المقترح، الذي وصفته القناة بأنه يأتي في إطار "استراتيجية اليوم التالي"، من حماس إلى مصر، مع طلب صريح بأن تقوم القاهرة بطرحه على طاولة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، كجزء من تصور شامل للمرحلة التالية للحرب، بما في ذلك مستقبل إدارة القطاع.
وكانت القناة ذاتها قد أشارت في تقارير سابقة إلى وجود قنوات حوار سرية بين حماس وأطراف إقليمية ودولية، في إطار استعدادات من الحركة للتخلي عن السيطرة الإدارية على غزة، في سبيل احتواء التصعيد العسكري، وفتح باب للتفاوض السياسي المستدام.
رد الحكومة الإسرائيلية
رغم هذه المبادرات، تشير القناة إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تظهر أي تجاوب فعلي أو علني مع العروض المقدمة من حماس، بل إن بعض هذه العروض تم رفضها بشكل مباشر، بينما تستمر إسرائيل في الإعداد لتوسيع عمليتها العسكرية في القطاع دون مؤشرات على تبني خيارات سياسية في الوقت الراهن.
من جهته، كشف مصدر فلسطيني مطلع لصحيفة "يسرائيل هايوم" أن حماس دخلت بالفعل في مرحلة من القبول بفكرة نزع السلاح الكامل، بل وتبدي استعدادًا للانسحاب من القطاع، غير أن هذا التوجه يواجه معارضة داخلية قوية من قيادات بارزة داخل الحركة وعلى رأسهم محمد السنوار، الشقيق الأصغر للقائد يحيى السنوار، والذي يعتبر من الأصوات الأكثر تشددًا داخل الحركة حاليًا.
