جددت الصين تأكيدها على أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة يمثل الخيار الأنجع لحماية الأرواح البشرية وتحقيق عودة آمنة للأسرى، مشددة على ضرورة تخلي إسرائيل عن "الوهم القاتل" بإمكانية تحقيق النصر العسكري في هذا النزاع الدموي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها فو تسونغ، المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة مفتوحة عقدها مجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء، لمناقشة تطورات الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وتداعياته الإقليمية المتزايدة.
اقرأ أيضًا:
- مسؤول أممي يشبه الوضع في غزة أشبه بـ "أهوال يوم القيامة
- إسرائيل تتفق مع شركة أمريكية لتوزيع المساعدات داخل غزة تحت إشراف هذه الجهة
وضع كارثي
وأوضح فو أن السلام في قطاع غزة لا يزال بعيد المنال، في ظل حصيلة دامية تجاوزت 52 ألف شهيد خلال الأشهر الـ19 الماضية، مشيرًا إلى أن ما يقارب مليوني إنسان في القطاع مهددون بالتهجير القسري، ما يجعل الوضع الإنساني كارثيًا بكل المقاييس.
وأضاف قائلاً: "ندعو إسرائيل إلى الالتزام الجاد بالقانون الدولي ووقف استخدام العنف كأداة سياسية، إن الأمن لا يبنى بالقوة، والحل الوحيد لوقف نزيف الدم هو وقف دائم وشامل لإطلاق النار في غزة".
وأكد فو، أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون أولوية مطلقة للمجتمع الدولي، لأنه السبيل الوحيد لإنقاذ الأرواح الأبرياء وضمان الإفراج عن الرهائن، وتابع موضحًا أن الصين تحث إسرائيل على التخلي عن وهم فرض السيطرة بالقوة العسكرية، مطالبًا بإنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، إضافة إلى وقف الاعتداءات المتكررة على كلٍّ من لبنان وسوريا.
كما شدد على أن المساعدات الإنسانية إلى غزة يجب أن تستأنف فورًا، داعيًا إلى وقف استخدامها كسلاح سياسي ضد المدنيين المحاصرين.
وذكر المندوب الصيني بأن إسرائيل أقدمت في 2 مارس الماضي على إغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، ما تسبب بوقف تام لدخول المواد الغذائية والطبية والإغاثية، في خطوة وصفتها المنظمات الإنسانية الدولية بأنها السبب في تدهور غير مسبوق للوضع الإنساني في القطاع، وفق تقارير حقوقية محلية ودولية.
انتهاك السيادة الوطنية
وفي سياق أوسع، عب، فو تسونغ عن قلق بلاده العميق من تصاعد حالة "الفوضى العميقة" التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك البحر الأحمر، وقال إن الغارات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية والسورية تمثل انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية لتلك الدول، مطالبًا إسرائيل بالانسحاب الفوري والكامل من الأراضي التي تحتلها في كل من لبنان وسوريا.
كما وجه انتقادات مباشرة للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الغارات الجوية الأمريكية على الأراضي اليمنية تعد خرقًا للسيادة اليمنية ووحدة أراضيه، لافتًا إلى ما أعلنته جماعة الحوثي مؤخرًا، والتي أفادت بأن الولايات المتحدة شنت منذ منتصف مارس الماضي أكثر من 1200 غارة وضربة بحرية، ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات من المدنيين اليمنيين.
واختتم فو كلمته بالتشديد على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه حماية المدنيين وإنهاء الاحتلال وإعادة إحياء مسار السلام العادل والشامل، مشيرًا إلى أن استمرار التصعيد العسكري سيقود المنطقة إلى مزيد من الدمار والفوضى، ويعرقل أي فرصة لتحقيق الاستقرار المستدام.
