كشفت حادثة ميدانية نادرة عن خلل خطير في التنسيق داخل صفوف الجيش الإسرائيلي، بعدما نجا أحد جنوده من موت محقق كاد أن يقع برصاص قواته، إثر تركه وحيداً في ساحة المعركة جنوب قطاع غزة.
ينتمي الجندي إلى وحدة "يهلوم" الهندسية المتخصصة في المهام القتالية والتفكيك، وقد وجد نفسه معزولاً في منطقة "محور موراغ"، الواقعة بين خانيونس ورفح، وهي إحدى أكثر الجبهات سخونة في الحرب الدائرة.
اقرأ أيضًا:
- خلاف جديد بين نتنياهو وجيش الاحتلال حول أهداف حرب غزة.. ما القصة؟
- صحيفة أمريكية تتحدث عن خرائط عسكرية جديدة أعدها جيش الاحتلال وتحذر من هذا الأمر
تفاصيل الواقعة
ووفقاً لتفاصيل أوردها موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي، فقد ظل الجندي في الميدان دون أي دعم لما يقارب 40 دقيقة، وسط خطر التعرض لنيران من الجانبين.
ولتفادي إصابته بنيران صديقة، أطلق صرخات متكررة باللغة العبرية قائلاً: "جيش الدفاع، جيش الدفاع"، محاولاً لفت انتباه القوات الإسرائيلية إلى هويته وتفادي قتله عن طريق الخطأ.
وتمكن في النهاية من الوصول إلى قوة تابعة للواء "غولاني"، أحد أبرز الألوية القتالية في الجيش الإسرائيلي، حيث تم التعرف عليه وإجلاؤه من المنطقة.
نيران صديقة
ويأتي هذا الحادث في ظل سلسلة من الحوادث المماثلة التي وقعت خلال توغل الجيش في قطاع غزة، حيث سبق أن أصيب أو قتل جنود بنيران صديقة نتيجة الارتباك في العمليات والتنسيق غير الدقيق بين الوحدات.
ولم ينكر الجيش الإسرائيلي الواقعة، بل أصدر بياناً رسمياً أقر فيه بالحادث، مؤكداً أنه وقع بعد انتهاء مهمة عملياتية في جنوب القطاع، قرب الحدود مع إسرائيل.
ووفق البيان، فقد ترك الجندي داخل القطاع "عن غير قصد" أثناء انسحاب القوة التي كان جزءاً منها، ليبقى معزولاً لمدة 40 دقيقة قبل أن ينجح بالانضمام إلى وحدة أخرى في المنطقة.
واعتبر الجيش الإسرائيلي أن ما حدث يمثل "واقعة خطيرة"، وأكد أن تحقيقاً داخلياً جاري حالياً لكشف ملابسات ما جرى، واستخلاص الدروس اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذا الإهمال مستقبلاً، خاصة في ظل الظروف المعقدة للقتال داخل قطاع غزة.