بثت قناة الجزيرة القطرية، مساء الاثنين، تحقيقًا استقصائيًا صادمًا ضمن برنامجها الشهير "ما خفي أعظم"، كشف عن وثيقة مسربة تحتوي على أسماء 30 ألف عسكري إسرائيلي يُشتبه بتورطهم في جرائم إبادة جماعية ارتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة.
الوثيقة، التي وصفت بأنها “الأضخم من نوعها”، تتضمن تفاصيل دقيقة تشمل أسماء ورتب ومواقع عمل الطيارين والفنيين وأفراد سلاح الجو الإسرائيلي الذين شاركوا في تنفيذ الغارات الجوية المكثفة على القطاع.
تفاصيل الوثيقة المسربة
استعرض الإعلامي تامر المسحال، مقدم البرنامج، أجزاء من الوثيقة على الشاشة خلال بث الحلقة، مؤكدًا أنها تتضمن بيانات كاملة لأكثر من 30 ألف عنصر عسكري، من بينهم قادة ميدانيون وطيارون شاركوا بشكل مباشر في تنفيذ عمليات القصف التي استهدفت مناطق مدنية مأهولة في غزة.
وأوضح المسحال أن الوثيقة تم الحصول عليها من مصادر أمنية خاصة، وتمت مراجعتها من قبل خبراء دوليين في مجال التوثيق العسكري للتحقق من صحتها قبل عرضها على الجمهور.
اتهامات بارتكاب جرائم ضد المدنيين
بحسب التحقيق، تظهر الوثيقة أن هؤلاء العسكريين تورطوا في هجمات ممنهجة أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، من بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية المدنية كالمدارس والمستشفيات ومراكز الإيواء.
#عاجل | ما خفي أعظم يعرض وثيقة حصرية مسربة تضم قائمة بنحو ٣٠ ألف طيار وعضو بسلاح الجو الإسرائيلي المنخرط في حرب غزة pic.twitter.com/VrOyYrvrae
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 20, 2025
وأكد المسحال أن الوثيقة تُعد بمثابة دليل قانوني قوي يمكن استخدامه في أي تحرك دولي لملاحقة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
غياب التعليق الإسرائيلي الرسمي
حتى لحظة بث التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة أو الجيش الإسرائيلي بشأن ما ورد في التحقيق، سواء بالنفي أو بالتوضيح.
ويأتي هذا الصمت، وفق محللين، في ظل الضغوط الدولية المتزايدة على تل أبيب بعد تزايد الأدلة الموثقة حول الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبها جيش الاحتلال خلال الحرب التي استمرت قرابة عامين في غزة.
ردود فعل متوقعة وتحركات قانونية مرتقبة
من المتوقع أن يثير هذا الكشف تداعيات سياسية وقانونية واسعة، إذ يرجح أن تستند منظمات حقوق الإنسان والمحامين الدوليين إلى محتوى الوثيقة في رفع دعاوى جديدة ضد إسرائيل وقادتها العسكريين.
كما ينتظر أن تحدث هذه التسريبات صدًى واسعًا داخل الأوساط الإسرائيلية، خاصة إذا تأكدت دقة المعلومات الواردة، لما تحمله من تبعات خطيرة على صورة الجيش أمام المجتمع الدولي.