ديرمر يفجر المفاجأة.. خطة سرية لإنهاء الحرب على غزة تكشف لأول مرة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

لا أحد يعد أقرب إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، إذ يعامله كما لو كان الابن الذي لم يرزق به، ويشترك معه في اللغة والثقافة الأميركية، مما جعله الرجل المفضل لديه في إدارة العلاقات مع الولايات المتحدة. 

لذلك، فإن ما قاله مؤخرًا حول استمرار الحرب في غزة لعام إضافي لا يعتبر تصريحًا عابرًا، بل مؤشر على ما يخطط له نتنياهو فعليًا، حسب ما تناولته عدة مقالات إسرائيلية.

من مؤتمر إلى خطة

وفي هذا الإطار، كشفت موقع "واللا" العبري، أفاد الكاتب باراك سيري، بإن ديرمر شارك في مؤتمر نظمته وكالة الأنباء اليهودية JNS، حيث صرح: "بعد 12 شهرًا ستنتهي حرب الجبهات السبع، وستنتصر إسرائيل، وسنشهد توقيع العديد من اتفاقيات السلام، إذ هناك دول عدة تريد الانضمام إلينا، لكن مفتاح ذلك هو النصر".

وأشار "الكاتب"، إلى أن "ديرمر" يعتبر الشخص الوحيد الذي يحظى بثقة مطلقة من نتنياهو، حتى إنه يحبه كما لم يعرف عن نتنياهو أنه أحب أحدًا غير ذاته.

والجدير بالإشارة أن "ديرمر" ينحدر من عائلة أميركية بارزة في ميامي بيتش، حيث شغل والده وشقيقه منصب العمدة، وهاجر إلى إسرائيل عام 1997.

تعيين استثنائي وامتيازات دبلوماسية

ولم يخدم "ديرمر" في الجيش، ولم يتم انتخابه في انتخابات الليكود التمهيدية، بل تم تعيينه مباشرة من قِبل نتنياهو كوزير مختص بالقضايا الحساسة، وبحكم علاقاته الواسعة داخل الحزب الجمهوري الأميركي، لعب دورًا محوريًا في خلق حواجز أمام سياسات الرؤساء أوباما وبايدن، رغم أن تأثيره على الرئيس دونالد ترامب كان محدودًا.

ويجدر الإشارة إلى أن "نتنياهو" عندما أقال رئيسي الشاباك والموساد من فريق التفاوض بشأن الأسرى، استبدلهما بديرمر، وكأنه عيّن نفسه، نظرًا لأن الاثنين وجهان لعملة واحدة.

عام البقاء السياسي

ولفت "الكاتب"، إلى أن حديث "ديرمر" عن عام إضافي للحرب يعكس ما يدور داخل بيت نتنياهو، لا سيما في ظل التحضير للانتخابات المصيرية في عام 2026، وتظهر استطلاعات الرأي أن كتلة نتنياهو تتراوح بين 45 و50%، بينما حزب سموتريتش لا يتجاوز نسبة الحسم.

ويضم الائتلاف الحالي؛ الليكود والأحزاب الدينية المتطرفة حصل سابقًا على 64 مقعدًا، إلا أنه لن يتمكن من تكرار ذلك في الانتخابات القادمة، حيث يُتوقع تراجعه إلى 48 مقعدًا، أي بفارق 16 مقعدًا عن انتخابات نوفمبر 2022. 

ويرجع هذا التراجع بشكل رئيسي إلى فشل الحكومة في التعامل مع هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وتداعياته الأمنية والسياسية.

خطة نتنياهو للخروج

ووفقًا لما جاء في المقال، فإن نتنياهو، رغم الصدمة الأولية، استعاد توازنه وشرع في وضع خطة للنجاة السياسية، تقوم على تحميل الجيش وأجهزة الأمن مسؤولية الفشل، وبالتالي إبعاد المسؤولية عنه شخصيًا، لكن رغم كل ذلك، لم يتمكن من تعزيز الكتلة اليمينية إلى الحدّ الذي يمكنه من الحصول على 61 مقعدًا، وهو الرقم الحاسم لتشكيل الحكومة، مما يهدد مصيره السياسي وربما القضائي.

في حال فشلت الحروب في تعزيز موقعه، يبدو أن الخيار البديل لنتنياهو – كما كشف ديرمر – هو السعي نحو اتفاقيات تطبيع بعد إعلان "نصر شامل" على الجبهات السبع، ما قد يمهّد لحل الكنيست والتوجه لانتخابات مبكرة، تحمل معها فرصة جديدة للبقاء السياسي.

تجاهل الأسرى واستمرار الحرب

وفي السياق ذاته، نقل موقع "زمان إسرائيل"، عن المحلل شالوم يروشاليمي، إن ديرمر، بصفته مسؤول التفاوض حول الأسرى، لم يذكرهم على الإطلاق أثناء حديثه عن وجوب القضاء الكامل على حماس، رغم أن هذا المسار قد يؤدي إلى مقتلهم.

ويعتقد "يروشاليمي"، أن "ديرمر"، الذي يعتبر الشخصية الأهم بعد نتنياهو، يرسم خريطة طريق تشمل الانتصار في كل الجبهات خلال عام، وهو ما لا يتوافق مع الحديث عن تجنيد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط مجددًا، ما يزيد تعقيد المشهد الأمني.

مسار عكسي للواقع

في نهاية المقال التحليلي، يرى "يروشاليمي"، أن رؤية ديرمر، التي يتبنّاها نتنياهو، ربما تعبر عمّا يتمنى تحقيقه في الانتخابات القادمة، إلا أن اتجاهات الواقع على الأرض تشير إلى عكس ذلك تمامًا، وعلى مختلف الجبهات.

واللا