فايننشال تايمز تفتح النار على صمت الغرب أمام جرائم نتنياهو في غزة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن صمت الولايات المتحدة والدول الغربية تجاه ما ترتكبه إسرائيل في قطاع غزة "مخزٍ"، محذرة من أن كارثة جديدة توشك أن تقع بحق سكان القطاع نتيجة السياسة المتطرفة التي ينتهجها ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ولفتت هيئة تحرير الصحيفة، في مقال لها، إلى أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على سكان غزة – الذين يرزحون أصلاً تحت ويلات كارثة إنسانية – تجعل من الصعب تجاهل أن الهدف الحقيقي لحكومة نتنياهو المتطرفة هو جعل غزة غير قابلة للحياة، ودفع الفلسطينيين إلى مغادرتها قسرًا.

تواطؤ دولي وصمت لا يغتفر

وعلى الرغم من هذا الواقع المروع، لفتت "الصحيفة  البريطانية"، إلى أن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين – الذين يدعون التشارك مع إسرائيل في القيم – لم يصدر عنهم أي تنديد يذكر. 

وأضافت "الصحيفة": "عليهم أن يخجلوا من صمتهم، يجب أن يتوقفوا عن تمكين نتنياهو من التصرف بمنأى عن المساءلة".

تصعيد جديد رغم المجازر

والجدير بالإشارة أن الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، واتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب، يستعد نتنياهو لشن هجوم جديد على غزة. 

وأوضحت "الصحيفة"، أن الخطة الإسرائيلية تهدف إلى احتلال كامل للقطاع، مما يعني دفع سكان غزة إلى العيش في جيوب صغيرة محاصرة داخل أرض مدمرة بالكامل.

وأكدت "الصحيفة"، أن هذا التصعيد سيفاقم القصف ويؤدي إلى عمليات إخلاء قسرية، بالتزامن مع تدمير ما تبقى من البنية التحتية الهشة في القطاع.

معاناة تتفاقم

وفي السياق ذاته، نوهت "الصحيفة"، إلى أن سكان غزة – البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة – يعيشون تحت ظروف لا تطاق، فقد منعت إسرائيل دخول المساعدات لأكثر من شهرين، ما أدى إلى تفاقم معدلات سوء التغذية بين الأطفال، ونقص حاد في الأدوية بالمستشفيات، وتزايد التحذيرات من مجاعة وشيكة وانتشار للأوبئة.

وبالرغم من هذا، تستمر الإدارة الأميركية والدول الغربية في تجاهل الوضع، مكتفية بتصريحات خجولة، كما حدث مع دونالد ترامب حين قال باقتضاب إن "أهل غزة يتضورون جوعًا"، دون أن يتبع ذلك بأي إجراء ملموس.

ترامب يكرر أخطاءه

كما شددت "الصحيفة"، على أن ترامب عند عودته إلى البيت الأبيض، تعهد بإنهاء الحرب في غزة بعد أن ساعد فريقه في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.

وبحسب ما جاء في الاتفاق، فأن حماس قد وافقت على إطلاق سراح رهائن على مرحلتين مقابل انسحاب إسرائيلي وتوقيع هدنة دائمة، إلا أن إسرائيل سرعان ما تراجعت عن الاتفاق– بدعم من واشنطن – وأعلنت عن خطط لإخلاء غزة من سكانها، فيما صرح مسؤولون إسرائيليون بأن خطة نتنياهو للمضي قدماً في نقل الفلسطينيين ما تزال قيد التنفيذ، في ظل تجاهل تام لالتزامات إسرائيل الدولية.

"النصر التام" على حساب الدم

وفي سياق متصل، أكدت "الصحيفة البريطانية"، أن نتنياهو لا يمتلك أي خطة سياسية واضحة منذ بداية الحرب التي أشعلتها عملية حماس في 7 أكتوبر 2023، بل يواصل تكرار شعاره "النصر التام" لإرضاء حلفائه المتطرفين، وضمان بقاء ائتلافه الحاكم.

وتشير "الصحيفة"، إلى أن هذا التعنت لا يهدد فقط حياة الرهائن، بل يهدد أيضًا سمعة إسرائيل المتدهورة ويُعمّق الانقسام الداخلي فيها.

صفقات سلام وولائم دماء

كما أعلنت "الصحيفة"، عن تخطيط إسرائيل لتأجيل هجومها الجديد حتى انتهاء زيارة ترامب المرتقبة إلى الخليج، حيث ستمنح حماس "نافذة" زمنية لإطلاق الرهائن مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار.

وعلى الرغم من استياء القادة العرب من استمرار نتنياهو في حربه على غزة، إلا أنهم سيستقبلون ترامب بحفاوة، ويتعهدون له بصفقات استثمارية وعسكرية ضخمة، في مفارقة تصفها الصحيفة بالمخزية.

سكوت العالم يزيد الجريمة

وفي ختام المقال، أكدت "الصحيفة"، أن العالم الغارق في الارتباك الذي يخلقه ترامب، ينصرف عن المأساة الإنسانية المتفاقمة في غزة، مشددة على أن كل يوم يمر دون تحرك دولي يزيد من تواطؤ الصامتين، ويعمق الجرح المفتوح في ضمير الإنسانية.

فايننشال تايمز