كشفت مصادر مطلعة عن فشل جولة جديدة من المفاوضات الهادفة إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رغم الجهود المكثفة التي بذلتها كل من مصر وقطر خلال الأيام الماضية، ما يعكس تعقيد المشهد السياسي والميداني في ظل استمرار التصعيد العسكري.
ووفقًا للمصادر، فقد عقد مسؤولون من القاهرة والدوحة سلسلة من اللقاءات مع وفد حركة حماس في العاصمة القطرية على مدار يومي الأربعاء والخميس، إلا أن هذه اللقاءات انتهت دون أي اختراق يذكر في مسار التفاوض.
عقبة كبرى
وأشارت المعلومات إلى أن التباين الحاد في مواقف الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، لا يزال يشكل العقبة الكبرى أمام تحقيق أي تقدم ملموس على الأرض.
اقرأ أيضًا:
- هدنة غزة.. مصر تقود جولة جديدة من المفاوضات وتدعو حماس لهذا الأمر
- كواليس مفاوضات حاسمة بشأن وقف النار في غزة.. والقرار خلال أيام (تفاصيل)
وتزامنت هذه المباحثات مع تصعيد ملحوظ في العمليات العسكرية، حيث تشهد مناطق جنوب قطاع غزة معارك عنيفة واشتباكات مستمرة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
ويرى مراقبون أن استمرار الضغط العسكري من جانب الاحتلال، إلى جانب تمسّك كل طرف بشروطه المسبقة، قد زاد من تعقيد المشهد التفاوضي وقلل فرص التوصل إلى اتفاق شامل في الأجل القريب.
فشل الجولة الأخيرة
وفي تطور لافت، أكدت المصادر أن الوفد المصري أنهى زيارته إلى الدوحة ظهر الخميس وعاد إلى القاهرة دون أن يتمكن من إحداث أي خرق في جدار الجمود.
وأعرب أحد المصادر عن تشاؤمه إزاء إمكانية تحقيق أي انفراجة قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج الأسبوع المقبل، وهي جولة ستشمل كلًا من السعودية وقطر والإمارات، لكنها تستثني إسرائيل في مؤشر له دلالاته السياسية.
ورغم الإقرار بفشل الجولة الأخيرة من المحادثات، فإن قنوات التواصل بين الأطراف لا تزال مفتوحة، بحسب ذات المصدر، في محاولة لإبقاء خيط الأمل قائمًا لإمكانية استئناف الحوار لاحقًا في ظروف أكثر ملاءمة.
من جهة أخرى، كشف مصدر مقرب من حركة حماس أن الوفد المفاوض للحركة رفض جملة وتفصيلًا أي مقترحات أو حلول مرحلية، معتبرًا أن أي اتفاق لا يؤدي إلى تسوية شاملة ونهائية للأزمة يعدّ مضيعة للوقت.
وبين المصدر أن "حماس" تطالب بأن يتضمن أي اتفاق وقفًا كاملًا ودائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا إسرائيليًا كاملاً من كافة مناطق قطاع غزة، إضافة إلى فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، إلى جانب تنفيذ صفقة تبادل أسرى شاملة تشمل إطلاق سراح كل المعتقلين الذين تطالب بهم الحركة.
رفض العروض الإسرائيلية
وأكد أن الحركة ترفض بشكل قاطع عروض إسرائيلية تتعلق بهدنة مؤقتة أو إطلاق سراح جزئي للأسرى، معتبرة أن مثل هذه المقترحات تهدف فقط إلى كسب الوقت لصالح الاحتلال وإفراغ القضية من مضمونها الحقيقي، وهو إنهاء العدوان بشكل جذري.
ويبدو أن الفجوة بين الموقفين الإسرائيلي والفلسطيني لا تزال واسعة على نحو يصعب رأبها في المرحلة الراهنة، إذ تصر إسرائيل على تجزئة الاتفاق على مراحل تبدأ بهدنة مؤقتة، بينما تصر "حماس" على ربط أي وقف لإطلاق النار بانسحاب شامل وترتيبات إنسانية وسياسية متكاملة.
في ظل هذا الانسداد السياسي والتصعيد العسكري المتواصل، تزداد المخاوف من أن تتجه المنطقة نحو مزيد من الفوضى، خاصةً مع اقتراب زيارة ترامب وما قد تحمله من تغييرات مفاجئة في التوجهات الأميركية تجاه الملف الفلسطيني – الإسرائيلي.