48 ساعة حاسمة.. التفاؤل يسيطر على حماس بشأن الهدنة في غزة (تفاصيل)

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يسارع الوسطاء المعنيون بهدنة غزة الوقت، لتحقيق اختراق حاسم ينتهي بإعلان وقف إطلاق النار، وذلك قبل بدء جولة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المرتقبة إلى المنطقة الثلاثاء المقبل، أو بالتزامن معها. 

وفي هذا الإطار، كشفت مصادر مطلعة على المحادثات الجارية منذ أيام في العاصمة القطرية الدوحة، فإن "الولايات المتحدة تبدي اهتمامًا غير مسبوق" لإنجاز هذا الاتفاق.

تفاؤل حذر داخل "حماس"

وأوضحت مصادر في حركة "حماس" لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن المحادثات التي تشارك فيها كل من قطر ومصر، بمتابعة مباشرة من مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، تشهد أجواءً أكثر إيجابية هذه المرة، متوقعة أن يتم الإعلان عن اتفاق خلال الساعات الـ48 القادمة، إذا ما جرى التوافق على البنود المطروحة.

كما أشارت "المصادر"، إلى أن "واشنطن تسعى لإبرام اتفاق جزئي"، بينما تصر قيادة "حماس" على ضرورة أن يتضمن الاتفاق نصًا واضحًا وصريحًا بضمانة أميركية، وعلى نحو شخصي من الرئيس ترمب، للمضي قدمًا نحو مرحلة ثانية تضمن إنهاء الحرب، ومنع أي خرق إسرائيلي كما حدث سابقًا.

رهان على إفشال مخططات التهجير

وفي السياق ذاته، أعرب مصادر "حماس"، عن تفاؤل كبير في التوصل إلى اتفاق يفشل خطط الاحتلال الإسرائيلي لتهجير سكان القطاع نحو رفح، ويحد من تشديد الحصار وتوسيع العملية البرية. 

وأكدت "المصادر"، إن الوفدين المصري والقطري، بالتعاون مع الجانب الأميركي، قدموا مقترحات عديدة وسعوا جاهدين لتقريب وجهات النظر في النقاط الخلافية.

ما نقاط الخلاف الآن؟

ومن جانبها، لفتت مصادر من فصائل فلسطينية مطلعة على المفاوضات، إلى أن الخلاف الأبرز يدور حول مدة الهدنة، والتي جرى تقليصها من ستة أشهر إلى نحو تسعين يومًا أو أقل، مقابل الإفراج عن 13 أسيرًا إسرائيليًا أحياء.

 غير أن الفصائل تؤكد على أن تشمل الصفقة أسرى أحياءً وأمواتًا، لضمان ورقة تفاوضية للمرحلة الثانية التي يُفترض أن تبدأ فور تنفيذ المرحلة الأولى.

والجدير بالإشارة أن "حماس" طرحت رؤيتها لـ"صفقة شاملة"، تشمل إطلاق جميع الأسرى مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وانسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل 2 مارس، وإدخال المساعدات فورًا، وهدنة لا تقل عن خمس سنوات، علاوة على تشكيل لجنة تتولى إدارة غزة، وبدء مصالحة فلسطينية شاملة.

كما أوضحت "المصادر"، أن المسائل الجوهرية، مثل مستقبل سلاح المقاومة ومقدّراتها، فضلًا عن ما يعرف بـ"اليوم التالي للحرب"، ستخضع لمفاوضات معمقة في المرحلة الثانية، رغم وجود خطوط عامة يجري الاتفاق حولها حاليًا كمبادئ مبدئية للتفاوض المستقبلي.

إشارات أميركية إيجابية

وشددت مصادر من "حماس" والفصائل، إلى أن هناك إشارات على جدية أميركية غير معهودة، وأن واشنطن تمارس بالفعل ضغوطًا على إسرائيل للوصول إلى اتفاق. ولفتت إلى أن التنسيق المصري-القطري يجري على أعلى المستويات، حيث لم يغادر الوفد المصري الدوحة منذ أيام، ما أدى إلى تأجيل اجتماعات الفصائل التي كانت مقررة في القاهرة.

وفي ظل ترقب سكان غزة نتائج هذه الجهود، ينتظرون زيارة الرئيس الأميركي لدول الخليج العربي للمساهمة في دفع الملف نحو الحسم، خصوصًا بعد تصريحاته الأخيرة التي ألمح فيها إلى "أخبار سارّة" قريبة تخص غزة.

والجدير بالذكر أن قطاع غزة يعاني من أوضاع إنسانية مأساوية متفاقمة نتيجة إغلاق المعابر منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وحرمانه من دخول المواد الغذائية والأساسية، في ظل مؤشرات واضحة على بدء مجاعة حقيقية، علاوة على ظروف صحية وبيئية كارثية باتت تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين.

الشرق الأوسط