السر الذي أربك الشاباك.. كيف اخترقت حماس عيون إسرائيل قبل 7 أكتوبر؟

رئيس «الشاباك» رونين بار
رئيس «الشاباك» رونين بار

 

دارت في قطاع غزة، قبل سنوات من الهجوم المفاجئ في السابع من أكتوبر 2023، حربًا استخباراتية سرية بين إسرائيل وحركة "حماس"، تم خلالها نقل معلومات مضللة إلى جهاز الأمن الإسرائيلي (الشاباك). 

ووفقًا لما ذكرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، عن تفاصيل مثيرة تتعلق بتكتيك استخباراتي حاسم نفذته "حماس" باستخدام عملاء مزدوجين لخلق حالة من التضليل في صفوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

عملية "السراب" والتضليل المخابراتي

وأشار يوناتان دوخه هاليفي، باحث في شؤون الشرق الأوسط، في تحقيق له، إلى أن تكتيك التضليل الاستخباراتي لحركة "حماس" بدأ بشكل مكثف بعد اغتيال مازن فقها في 2017، وهو عضو بارز في "حماس" كان مسؤولاً عن الهجوم الذي أسفر عن مقتل 9 إسرائيليين.

 وعقب هذه الحادثة، قامت "حماس" باعتقالات واسعة أسفرت عن القبض على 45 عميلاً تديرهم المخابرات الإسرائيلية، مما أوقف قدرة "الشاباك" على جمع المعلومات الاستخبارية الفعّالة.

تحويل العملاء إلى عملاء مزدوجين

والجدير بالإشارة أن "حماس" لم تقتصر على إضعاف قدرة جهاز الأمن الإسرائيلي من خلال جمع المعلومات، بل قامت تحويل عدد من العملاء الذين تم القبض عليهم إلى عملاء مزدوجين.

وبحسب "معاريف"، تم نشر هؤلاء العملاء بين عامي 2016 و2018 في عملية استخباراتية سرية أطلقت عليها "حماس" اسم "السراب"، حيث قاموا بتزويد الشاباك بمعلومات كاذبة حول صواريخ الحركة، مما أسفر عن كشف أسماء ضباط "الشاباك" المسؤولين عن قطاع غزة.

الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي ليلة الهجوم

ومع اقتراب الهجوم الكبير في 7 أكتوبر 2023، كانت أجهزة الأمن الإسرائيلية تتلقى إشارات متناقضة.

فبينما كانت هناك تحذيرات من هجوم محتمل، كانت هناك أيضًا تقارير من عملاء مزدوجين تشير إلى أن الوضع في غزة روتيني تمامًا.

 وعلى الرغم من وجود إشارات غير عادية، إلا أن التحليلات الاستخباراتية الإسرائيلية لم تأخذ هذه التحذيرات على محمل الجد، مما أدى إلى فشل في التحضير للهجوم.

إخفاقات إضافية في التقييم الاستخباراتي

وفي السياق ذاته، كشف التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي، عن إخفاقات إضافية، حيث لم يتم إجراء رصد بصري لمنصات إطلاق الصواريخ التابعة لـ "حماس"، كما غاب التقييم المنهجي للوضع الاستخباراتي، مما يعكس إهمالًا كبيرًا في استخدام وسائل جمع المعلومات المتاحة للتحقق من المعلومات المضللة.

والجدير بالذكر أن الكشف عن نشاط العملاء المزدوجين في ليلة 7 أكتوبر يعتبر بمثابة نجاح استخباراتي لحركة "حماس" وفشلًا استخباراتيًا كبيرًا من جانب المنظومة الإسرائيلية، وفي ظل هذه التحديات، سيكون أمام إسرائيل مهمة صعبة لإعادة بناء قدراتها الاستخباراتية وتطوير آليات جديدة للكشف عن التضليل وتحقيق الأمان الوطني.

معاريف