كلاب الحراسة

بقلم ميسون كحيل

كلاب الحراسة لا تنبح على سيّدها، حتى لو سرق. وهنا، فإنّ العيب لا يقع بالمطلق على السيّد، لأنه ببساطة يمارس هوايته: السرقة! العتب واللوم يقعان على كلاب الحراسة التي تحرسه وتدافع عنه، وتحيط به من كل جانب لإرضائه وإعلان الولاء له.

في النهاية، فإنّ الكلاب لن تنبح طالما وفّر لها سيّدها الحماية والاستمرارية والأمان، وكذلك الطعام، ذلك الطعام الذي قد لا يحصل عليه كثير من البشر في أماكن أخرى!

وبالتأكيد، وأنا أعلم ذلك، سيشعر عدد من الأشخاص بالغضب بعد هذا التلميح إلى "كلاب الحراسة"، لأنهم قريبون منها، وينطبق عليهم المثل الشعبي: "كلب الشيخ شيخ!"

لا شكّ أننا نعيش في ظلّ عالمٍ آخر، وكأن (ألدوس هكسلي) عندما كتب روايته عالم جديد شجاع في الثلاثينيات، كان يعلم كيف سيكون عليه العالم مستقبلًا: عالم خالٍ من العدالة والقيم، متجرّد من المشاعر والبساطة والصدق؛ عالم بأفكار بعيدة عن منطق الحياة وتعاليمها الأخلاقية، ومفتقد للترابط والصلة مع السماء، تسوده قوانين جديدة تُفرض على النفوس بكبسة زر، تحت حجج العلم والتطوّر والاقتصاد والمال.

نعم، صحيح، الاقتصاد والمال هما القوة الآن، على حساب الفنّ الرفيع، والشعر، والرواية، وعلى حساب الانتماء الديني، والعدالة بمفهومها ومضمونها. العدالة التي أصبحت شعارًا لتمرير المشاريع والصفقات، واستعباد ما تبقّى من بشر، حيث يبقى السيّد سيدًا... في ظلّ كلاب الحراسة.

كاتم الصوت: "إبراهام"... وحصار دول الطوق!

كلام في سرك: مصر... أرض الكنانة... أم الدنيا... العروبة الباقية... يا خوفي عليها، وربنا يحميها.

رسالة: هذا شاب جذّاب، وذاك قائد عظيم، والآخر حكيم... والله بضحك عليكم. أو أنتم معه وتضحكون علينا! احتفظ بالأسماء.

البوابة 24