تل أبيب على شفا العزلة.. عائلات الأسرى الإسرائيليين تحذر نتنياهو من إهدار "فرصة القرن"

نتنياهو
نتنياهو

في تصريح حمل لهجة تحذيرية غير مسبوقة، أكدت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، اليوم الجمعة، أن إسرائيل على وشك ارتكاب "هدر تاريخي" لفرصة نادرة لاستعادة أبنائها ووقف النزيف العسكري المتواصل في غزة. 

وجاءت هذه التصريحات بينما تتصاعد وتيرة الهجمات الإسرائيلية على القطاع، وتتزامن مع اختتام الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجولته الخليجية الحاسمة.

في الوقت ذاته، أفادت مصادر طبية داخل قطاع غزة أن أكثر من 100 فلسطيني قد استشهدوا فجر اليوم، جراء موجة جديدة من الغارات الجوية العنيفة التي شنها الجيش الإسرائيلي، خاصة على مناطق شمالي القطاع، ويأتي هذا التصعيد في ظل مؤشرات قوية على نية تل أبيب توسيع نطاق عملياتها البرية داخل القطاع المحاصر.

بيان شديد اللهجة

وفي بيان صدر عن "مقر عائلات الأسرى"، عبرت الأسر عن قلقها العميق من أن تؤدي التطورات الحالية إلى مزيد من العزلة الدولية لإسرائيل، وتغرقها أكثر في مستنقع الحرب بدلاً من استثمار اللحظة في الانخراط ضمن اتفاق إقليمي واسع يمكن أن يعيد الأسرى ويوقف النزاع. 

اقرأ أيضًا:

وورد في البيان أن عائلات الأسرى استيقظت هذا الصباح بقلب مثقل ومزيج من الخوف والقلق، على وقع تقارير تتحدث عن تصعيد عسكري حاد واقتراب نهاية زيارة الرئيس ترامب.

وأضاف البيان: "كافة المؤشرات تشير إلى أن إسرائيل تقف على حافة إضاعة فرصة القرن، ففي الوقت الذي يمكن فيه استعادة جميع الأسرى والمشاركة في إطار تفاهمات إقليمية قد تؤدي إلى وقف الحرب، نرى أن الدولة تندفع نحو مسار قد يفضي إلى عزلة قاتلة وتورط أعمق في مستنقع غزة".

ولم تتوقف العائلات عند حدود التوصيف، بل وصفت هذا الإهدار بأنه سيكون "فشلاً مدويًا" في التاريخ الإسرائيلي الحديث، معتبرة أن تجاهل المبادرات السياسية المطروحة ومحاولة إفشالها سيسجل في صفحات العار السياسي، لا سيما في ظل ما وصفته بـ"الساعات الدراماتيكية" التي قد تحدد مصير الأسرى، ومستقبل المجتمع الإسرائيلي، وربما تترك أثرًا في مسار الشرق الأوسط لعقود قادمة.

وفي نداء عاجل ومباشر، دعت العائلات كلاً من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى ضرورة العمل على تحقيق اختراق سياسي ملموس وسريع، وحذرت بالقول: "الوقت ينفد، والعالم يراقب، والتاريخ لن يرحم من فرط في هذه اللحظة".

استمرار مفاوضات الهدنة 

وفي خلفية هذا المشهد، تتواصل المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة، وسط تعنت إسرائيلي واضح، فنتنياهو، بحسب متابعين، منح فريق التفاوض صلاحيات محدودة للغاية، بينما يصر على التمسك بمقترحات سبق وأن رفضتها حركة حماس لافتقارها إلى أي ضمانات حقيقية لإنهاء الحرب بشكل دائم.

من جانبها، تدعي إسرائيل أن تصعيد الهجمات الجوية يهدف إلى إيصال رسالة قوية إلى حماس بأن تل أبيب جادة في تهديداتها، وأن استمرار الحركة في رفض المقترحات المطروحة لن يؤدي إلا إلى تصعيد أكبر

وبحسب تسريبات من مصادر إسرائيلية، فإن قرار توسيع نطاق الحرب لا يزال ينتظر مصادقة المستوى السياسي، رغم أن الجيش الإسرائيلي بات في حالة "جهوزية كاملة" لشن عملية برية أوسع، تتطلع قيادته إلى "حسم المعركة مع حماس بشكل نهائي"، وفق وصفهم.

وأشارت ذات المصادر إلى أن أعدادًا كبيرة من القوات الإسرائيلية باتت متمركزة حاليًا حول قطاع غزة، في استعداد واضح لأي تطورات ميدانية، بينما قام رئيس أركان الجيش الجنرال إيال زامير، بزيارة ميدانية للقوات يوم أمس الخميس لمراجعة الخطط العملياتية الموضوعة للهجوم.

ووفق ما أوردته وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن الغارات المكثفة التي يشنها جيش الاحتلال شملت نحو 130 هدفًا مختلفًا داخل القطاع، بعض هذه المواقع صنفت كمواقع "تليين ميداني" تستخدم كتمهيد أولي لأي عملية برية قادمة.

في هذا السياق المتوتر، يزداد الضغط الشعبي والسياسي على حكومة نتنياهو من قبل عائلات الأسرى، التي باتت ترى في الفرصة الحالية "مفصلًا تاريخيًا" قد يحدد مصير أبنائهم، كما قد يغير شكل المنطقة بأكملها، بينما تحمل الحكومة المسؤولية الكاملة في حال فشل هذه اللحظة الحرجة.

وكالات