مواجهة مع الموت.. الدفاع المدني يحذر من استهداف كل من يتحرك في هذه المنطقة

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، كشف الدفاع المدني عن استهداف متواصل وممنهج لكل من يتحرك في شمال القطاع، في ظل تصعيد غير مسبوق تنفذه القوات الإسرائيلية مخلفًا مجازر بحق المدنيين وموجات من الرعب والدمار.

وقال الرائد محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، إن الأوضاع الميدانية باتت تفوق قدرات طواقمهم التي لم تعد قادرة على تلبية حجم الاتصالات والاستغاثات التي تردهم من مختلف مناطق القطاع. 

وأكد أن الفرق العاملة تمكنت، خلال يوم الجمعة فقط، من انتشال جثامين أكثر من خمسين شهيدًا من تحت أنقاض منازل تعرضت للقصف المباشر.

اقرأ أيضًا:

عمليات قتل ممنهجة

وأشار بصل إلى أن هناك أعدادًا غير معروفة من المفقودين ما زالوا تحت ركام منازل مدمرة بالكامل، إلا أن فرق الدفاع المدني لم تستطع الوصول إليهم بسبب كثافة القصف وصعوبة التنقل في المناطق المستهدفة، لافتًا إلى أن جميع مناطق قطاع غزة، دون استثناء، تتعرض لاستهداف متزامن وبوتيرة عنيفة، وصفها بأنها "عمليات قتل ممنهجة" لا تفرق بين مدني ومقاتل.

وفي مشهد مأساوي جديد، ذكر المتحدث أن إحدى الضربات الجوية أودت بحياة أحد عشر فردًا من عائلة واحدة، في واقعة تُجسّد عمق المأساة التي يعيشها سكان غزة. 

كما أشار إلى أن قوات الاحتلال تقوم بما وصفه بـ"اختطاف" مواطنين مدنيين من داخل مراكز الإيواء، في تجاوز خطير للقانون الدولي وأبسط الأعراف الإنسانية.

وأضاف بصل أن طواقم الدفاع المدني، خاصة في شمال القطاع، تواجه صعوبات حادة في تنفيذ مهامها، نتيجة لتدمير شبه كامل للبنية التحتية الحيوية، موضحًا أن أكثر من 85% من إمكانيات الدفاع المدني قد خرجت عن الخدمة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023. 

وأشار إلى أن العديد من الضحايا يفقدون حياتهم تحت الأنقاض، ليس بفعل القصف فقط، بل بسبب عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إليهم في الوقت المناسب.

انهيار منظومة الخدمات

"لقد تراجعت قدراتنا إلى حدّ كارثي"، هكذا لخّدص بصل الوضع العام، مضيفًا أن منظومة الخدمات الأساسية، من إسعاف وإنقاذ وإخلاء، تكاد تكون منهارة تمامًا، وسط عجز دولي عن توفير ممرات إنسانية أو دعم فعال لإغاثة السكان المنكوبين.

وتتزامن هذه التصريحات مع ما نقلته وسائل إعلام فلسطينية صباح الجمعة، والتي أفادت بسقوط أكثر من 100 شهيد جراء سلسلة من الغارات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت منازل سكنية في كل من مدينة بيت لاهيا ومخيم جباليا شمال غزة خلال الليلة الماضية، وهي حصيلة تأتي بعد يوم واحد فقط من مجزرة أخرى أعلن فيها الدفاع المدني أن عدد القتلى تجاوز حاجز المئة، بينهم أكثر من 61 شهيدًا سقطوا في محافظة خان يونس جنوب القطاع، ما يكشف عن وتيرة تصعيد عسكري متسارعة وغير مسبوقة.

وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة "معاريف" العبرية، نقلًا عن مصدر في الجيش الإسرائيلي، أن هذه الموجة من الهجمات الجوية الكثيفة التي تطال مختلف أنحاء غزة ليست إلا "مرحلة تمهيدية" لتحركات ميدانية أوسع قادمة، وهو ما يثير المخاوف من نية الجيش تنفيذ عملية برية شاملة قد تزيد من تعقيد الكارثة الإنسانية القائمة، وتضع ملايين المدنيين في مواجهة مباشرة مع الموت.

أهل مصر