أفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، اليوم الجمعة 16، بحدوث اختراق نوعي في مسار المفاوضات الجارية حول مستقبل قطاع غزة، يتمثل في موافقة مبدئية من حركة حماس على التخلي عن حكم القطاع، وهو ما يشكل تحولًا كبيرًا في موقف الحركة بعد سنوات من السيطرة الكاملة على غزة منذ عام 2006.
اقرأ أيضًا:
- تصعيد متسارع في غزة: إسرائيل تمهد لاجتياح بري جديد وتربط المفاوضات بهذا الأمر
- فشل متراكم.. تعثر مفاوضات الدوحة يكشف استراتيجية نتنياهو لإطالة الحرب وتهميش الحل السياسي
حكم غزة
ونقلت الصحيفة عن مصدر عربي رفيع، يشارك بشكل مباشر في المحادثات الجارية بين إسرائيل وحماس عبر وسطاء إقليميين ودوليين، أن الحركة وافقت بالفعل، مبدئيًا، على التنازل عن السلطة في القطاع ضمن إطار تفاهم أوسع لما بعد الحرب.
وأضاف المصدر أن هناك خمس دول عربية على الأقل أعربت عن استعدادها للمشاركة في إدارة غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية، مرجّحًا أن تبدأ بعدها عملية تدريجية لنزع سلاح الحركة، وهي المسألة التي لطالما كانت محورًا رئيسيًا في الخلافات بين الطرفين.
إلا أن المسؤول نفسه أشار إلى وجود عقبة كبيرة قد تهدد هذا التقدم، تتعلق برفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إشراك السلطة الفلسطينية في عملية إدارة غزة.
فحسب المصدر، فإن انسحاب حماس من الحكم يتطلب إشراك السلطة، باعتبارها الجهة الشرعية المعترف بها دوليًا، في الإشراف على مرحلة ما بعد الحرب، وهي نقطة لا تزال تصطدم بتعنت إسرائيلي قد يعرقل المسار بأكمله.
شروط حماس
بالتزامن مع هذه التطورات، أطلقت قيادة حركة حماس إشارات لافتة بشأن تبني موقف أكثر مرونة مما كان عليه الحال في الشهور السابقة، فقد أدلى الدكتور باسم نعيم، القيادي البارز في الحركة، بتصريحات أبدى فيها استعداد حماس للتخلي عن إدارة القطاع مقابل تلبية مجموعة من المطالب التي وصفها بـ"الضرورية" لضمان حقوق الفلسطينيين وسلامتهم.
وحدد نعيم شروط الحركة للتنازل عن الحكم، والتي تضمنت: التوصل إلى صفقة تبادل شاملة للأسرى، الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، السماح بدخول كافة أنواع المساعدات الإنسانية إلى السكان، إطلاق خطة متكاملة لإعادة إعمار القطاع، ووقف عمليات التهجير القسري.
واللافت أن هذه المطالب لم تتضمن تمسك الحركة بسلاحها، وهو ما يشير إلى تحول في موقف حماس من مسألة نزع السلاح، التي ظلت حتى وقت قريب من الخطوط الحمراء غير القابلة للنقاش.
وفي تطور قد يعكس رغبة في الانفتاح على المجتمع الدولي، كشف نعيم عن وجود نية لدى الحركة لإجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، وقال صراحة: "أبلغنا الأمريكيين باستعدادنا التام لتسليم إدارة غزة فورًا، إذا ما تم التوصل إلى اتفاق يضع حدًا نهائيًا لهذه الحرب"، مؤكدًا أن الحركة لا تبحث عن الحكم بقدر ما تسعى لتحقيق المطالب الإنسانية والسياسية لشعبها.
