تظهر تعثر مفاوضات الدوحة انسدادًا سياسيًا خطيرًا ينذر بتصعيد واسع وكارثة إنسانية جديدة في غزة، وسط غياب الإرادة الدولية للضغط على إسرائيل وإنهاء الحرب.
ويرى محللون أن هذا الجمود يكشف فشلًا متراكمًا في احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ما يعزز مسؤولية الأطراف الدولية والإقليمية التي تكتفي بالتنديد دون اتخاذ خطوات ملموسة.
اقرأ أيضًا:
- تطور مفاجئ في مفاوضات غزة بالدوحة.. تعنّت إسرائيلي يهدد الهدنة (تفاصيل)
- مفاوضات غزة.. محادثات إسرائيلية أميركية بالدوحة لوقف إطلاق النار (تفاصيل)
فرض عقوبات
يشير الباحث جمال حرفوش إلى أن قرارات أممية مثل 242 و1860، إلى جانب اتفاقيات جنيف، تهمل بشكل متعمد، داعيًا إلى تحرك فوري عبر أدوات دبلوماسية كقرارات ملزمة أو استخدام "الاتحاد من أجل السلم".
ويقترح فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على إسرائيل، وتفعيل المسار القضائي في المحكمة الجنائية الدولية، مع تعزيز التفاوض غير الرسمي وتقديم ضمانات للفلسطينيين.
ويحذّر من أن تهديدات نتنياهو ليست مجرد تصريحات، بل تعكس أيديولوجيا قائمة على الإنكار والتهجير، مشيرًا إلى أن سيناريو التصعيد الشامل هو الأرجح، بينما التهدئة المؤقتة تستخدم فقط لتحسين صورة إسرائيل الخارجية، ويشدد على أن غياب الحسم الدولي يُفرغ القانون الدولي من مضمونه.
ضغط حقيقي
من جانبه، يرى المحلل نهاد أبو غوش أن فرص التقدم بالمفاوضات ما تزال قائمة، لكن نجاحها مشروط بإرادة القوى الكبرى، خاصة الولايات المتحدة، ورغم إشارات توتر بين نتنياهو وترامب، إلا أن واشنطن لم تمارس ضغطًا حقيقيًا لفرض وقف دائم لإطلاق النار، بل تغافلت عن خطط التهجير والتقسيم التي تنفذها إسرائيل على الأرض.
ويؤكد أبو غوش أن المقاومة الفلسطينية أبدت مرونة كبيرة وقدمت تنازلات بشأن الأسرى، لكنها ترفض التفريط بحقوقها أو السماح بعودة الاحتلال للسيطرة على غزة، كما انتقد غياب موقف عربي قوي واشتراط الدعم الاقتصادي أو السياسي بموقف واضح من وقف الحرب.
نتنياهو يماطل
أما المحلل نعمان عابد، فيشير إلى أن نتنياهو يماطل بإرسال وفود تفاوض دون صلاحيات، كتكتيك لإطالة الحرب بهدف بقائه السياسي وتفادي المحاكمة، ويؤكد أن غياب الضغط الأمريكي يسمح بمواصلة جرائم الاحتلال، وأن المواقف الدولية لم تتجاوز بعد مرحلة الشجب.
وحذر عابد من أن الأيام القادمة ستكون صعبة على الفلسطينيين، في ظل غياب خيار حقيقي لإنهاء الحرب، واصفًا موقف إدارة ترامب بالتجاهل الكامل لحقوق الفلسطينيين، وعدم اعتبار ما يجري في غزة احتلالًا أو إبادة جماعية تستدعي التحرك.
ويختتم د. أمجد بشكار بالإشارة إلى أن استراتيجية نتنياهو تعتمد على هدنة مؤقتة تؤدي لإطلاق الأسرى دون التزام بوقف الحرب، مستبعدًا كل المبادرات التي تربط الإفراج بإنهاء العدوان، وهو ما يعكس إصراره على استمرار الصراع خدمة لأجندته السياسية.