في ظل الغموض الذي يحيط بمصير قائد حركة "حماس" في قطاع غزة، محمد السنوار، بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في خان يونس، بدأت تبرز أسماء قيادية بارزة مرشحة لخلافته في قيادة الجناح العسكري للحركة.
"شبح القسام" يتصدر المشهد
ووفقًا لما ذكره موقع "i24 News"، فإن عز الدين الحداد، المعروف بلقبي "أبو صهيب" و"شبح كتائب القسام"، يعتبر من أبرز المرشحين لخلافة السنوار. ويشغل الحداد حاليًا منصب قائد لواء غزة، علاوة على عضويته في المجلس العسكري المصغر لكتائب القسام.
والجدير بالإشارة أن "الحداد" قد بدأ مشواره في الكتائب بمنصب قائد سرية، ثم قائد كتيبة، ليعين لاحقًا قائدًا للواء غزة بعد اغتيال القائد السابق باسم عيسى عام 2021، ومن موقعه هذا، أشرف على قيادة ما لا يقل عن ست كتائب، فضلًا عن كتيبة قوات خاصة، وتم تعيينه في يونيو 2024 مسؤولًا عن شمال القطاع.
تقاسم الإدارة مع السنوار
كما أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى أن "الحداد" قد تولى قيادة اثنتين من قيادات حماس و14 كتيبة بعد اغتيال يحيى السنوار، الأمر الذي جعله عمليًا يتقاسم إدارة القطاع مع محمد السنوار.
هندسة هجوم 7 أكتوبر
كما لعب "الحداد" دورًا محوريًا في الهجوم الذي نفذته "حماس" في السابع من أكتوبر، وكشف في لقاء إعلامي أن الهجوم تم التخطيط له بناءً على معلومات حصلت عليها الحركة من خوادم وحدة الاستخبارات الإسرائيلية "8200"، حيث تم العثور على ملف يُظهر نية الجيش الإسرائيلي شن حرب مدمرة على غزة.
وإلى ذلك، كان للحداد دور بارز في تنظيم "المجد" الأمني، أحد أذرع الجناح العسكري لحماس، والمسؤول عن ملاحقة المتعاونين مع إسرائيل، وهو التنظيم الذي أسسه يحيى السنوار نفسه، ويعرف عنه علاقته الوثيقة بالسنوار، بحسب ما ورد في مصادر إعلامية عبرية.
نجاته من الاغتيال
وفي السياق ذاته، تعرض الحداد لعدة محاولات اغتيال من قبل إسرائيل، إذ قصف منزله في سنوات 2008، 2012، 2021، و2023.
وفي نوفمبر 2023، عرضت إسرائيل مكافأة مالية تصل إلى 750 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اغتياله أو اعتقاله، وقد خسر الحداد نجله البكر، صهيب، في غارة إسرائيلية على غزة بتاريخ 17 يناير 2025.
وجه آخر في المنافسة
وعلى الرغم من ترشيح "الحداد"، إلا أن اسم محمد شبانة، قائد "لواء رفح"، يبرز أيضًا كخيار مطروح لخلافة السنوار.
كما أفادت "تقارير" من داخل غزة، بأن هناك احتمال وجوده برفقة السنوار أثناء الضربة التي استهدفته في خان يونس، وقد نجا شبانة بدوره من عدة محاولات اغتيال ويتمتع بخبرة ميدانية وقيادية واسعة في صفوف كتائب القسام.