سلط تقرير موقع News1 الإسرائيلي الضوء على ما وصفه بتزايد التهديدات العسكرية الموجهة لإسرائيل من ثلاث جهات رئيسية، تشمل إيران وتركيا ومصر.
وجاء التقرير استناد إلى نقاش موسع مع عدد من الخبراء الاستراتيجيين الإسرائيليين، الذين أكدوا أن الفشل الذي تعرض له الجيش الإسرائيلي خلال اختبار السابع من أكتوبر تسبب في موجة انتقادات داخلية واسعة تطالب بإصلاحات جوهرية.
انتقادات حادة لأداء المؤسسة الأمنية
وفي هذا الإطار، وجه اللواء الاحتياط أمتسياه حن، المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية، انتقادات حادة لأداء وزارة الدفاع الإسرائيلية، مؤكداً أن الوزارة أظهرت خلال العامين الماضيين ضعفًا كبيرًا في مستوى الاحترافية وتراجعًا إداريًا ملحوظًا.
كما حذر الخبير الهندسي العسكري تسيفي فاينبرغر من تضخم التهديدات القادمة من إيران وتركيا ومصر، داعيًا إلى تطوير منظومات دفاع على طول الحدود مع مصر لمواجهة التحديات المتصاعدة.
دعوات لإصلاحات داخلية
أما عن التحليل التنظيمي، شددت الدكتورة عدنا فشر على ضرورة التخلص من ثقافة الخوف داخل المؤسسة الأمنية وتعزيز الحوار الحر، لافتة إلى أن مجموعات بحثية بدأت بالتشكل داخل الجيش بهدف تقييم الأخطاء السابقة واستخلاص العبر.
ومن جانبه، دعا البروفيسور إليشع هاس إلى تشكيل شراكة وطنية داخلية للحيلولة دون تفاقم الانقسامات السياسية خلال المواجهات العسكرية الخارجية، معتبرًا أن التشرذم الداخلي يهدد تماسك الجبهة الأمنية.
كما أكد الدكتور موشيه برينت، على ضرورة تعزيز استقلالية القرار العسكري والسياسي في إسرائيل، مشيرًا إلى أن إسرائيل ليست دولة تابعة للولايات المتحدة ويجب أن تبني استراتيجياتها وفق مصالحها الذاتية.
تحليل التهديدات الإقليمية
1. إيران: تصعيد مباشر ووكلاء إقليميون
تطوير مكثف للبرنامجين النووي والصاروخي
تعزيز النفوذ عبر حلفاء في لبنان وسوريا والعراق واليمن
الهجوم الصاروخي المباشر على إسرائيل في أبريل 2024 مثّل تحولًا نوعيًا في الصراع
2. تركيا: سياسة توسعية وتحالفات مقلقة
توجهات خارجية أكثر عدوانية بقيادة أردوغان
دعم قوى تعتبرها إسرائيل مناوئة لها
توسع عسكري في شرق المتوسط ودعم حركات إسلامية
3. مصر: توتر حدودي واستراتيجية متغيرة
استمرار التوتر الأمني في سيناء رغم اتفاقية السلام
مخاوف محتملة بشأن تهريب أسلحة بطائرات مسيرة
تقارب متزايد مع روسيا والصين يثير قلقًا بشأن توازن القوى الإقليمي
صدمة 7 أكتوبر وتداعيات مستمرة
وفي السياق ذاته، أشار "التقرير"، إلى أن هجوم السابع من أكتوبر 2023 شكل صدمة كبرى لإسرائيل، كاشفًا عن قصور واضح في الأجهزة الاستخباراتية وفشل في التنسيق بين القيادة السياسية والعسكرية، بالإضافة إلى ضعف جاهزية القوات الميدانية.
وأضاف "التقرير"، أن هذه الأحداث أطلقت موجة من النقد الداخلي والتفكير الجاد في إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية وآليات اتخاذ القرار.
كما أورد "التقرير"، دعوة المحامي الإسرائيلي يوناتان بوتاخ لمنع دخول صحيفة "هاآرتس" إلى الجيش وإلغاء المدونة الأخلاقية لأسا كيشير، في مؤشر على احتدام الصراع الداخلي بين قيم الأمن القومي والمبادئ الديمقراطية.
وأفاد "التقرير"، بأن إسرائيل تواجه حاليًا عاصفة من التهديدات متعددة الجبهات في ظل أزمة ثقة داخلية تضرب مؤسستها الأمنية.
ويؤكد الخبراء أن السؤال الجوهري لم يعد يتعلق بإمكانية اندلاع حرب جديدة، بل حول مدى استعداد الجيش الإسرائيلي لخوضها والتعامل مع تبعاتها.
