وساطات متعثرة: إسرائيل تدرس خطوة تصعيدية في مفاوضات الدوحة وقطر تحذر من الألاعيب السياسية

مفاوضات الدوحة
مفاوضات الدوحة

في ظل تعثر المساعي الرامية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتزايد الانتقادات الدولية ضد إسرائيل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، صباح اليوم الثلاثاء، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تدرس جدياً سحب وفدها التفاوضي المكلف بملف وقف إطلاق النار واستعادة الأسرى من العاصمة القطرية الدوحة، حيث تجري مفاوضات غير مباشرة برعاية قطرية ومصرية وأمريكية.

استمرار جهود الوساطة 

وفي السياق ذاته، جدد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، تأكيد بلاده على الاستمرار في جهود الوساطة إلى جانب مصر والولايات المتحدة بهدف التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في غزة، رغم التعقيدات الكبيرة التي تعيق تقدم المفاوضات.

اقرأ أيضًا:

وأشار آل ثاني في تصريحات صحفية اليوم، إلى أن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل كثيرًا ما تم إفشالها بسبب "الألاعيب السياسية"، في إشارة ضمنية إلى ممارسات إسرائيلية هدفت لتفريغ المفاوضات من مضمونها وتأجيلها لأسباب تتعلق بحسابات داخلية.

وأكد الوزير القطري أن الفجوة بين الطرفين لا تزال عميقة، موضحًا أن هناك هوة أساسية بين مطالب حركة حماس ومواقف إسرائيل، لم تتمكن الوساطة حتى الآن من ردمها أو التوصل إلى أرضية مشتركة.

وشدد على أن استمرار القصف الإسرائيلي والانتهاكات اليومية ضد سكان غزة يقوض أي فرصة حقيقية للتقدم نحو اتفاق، مضيفًا أن تل أبيب لا تزال تتمتع بالإفلات من العقاب الدولي رغم كل الجرائم التي ترتكبها في القطاع المحاصر.

الغضب الدولي يتصاعد

بالتزامن مع هذه التطورات، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريراً مثيراً أفاد بأن شخصيات بارزة من المقربين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقلوا إلى إسرائيل رسائل حازمة تشير إلى أن استمرار الحرب على غزة قد يدفع واشنطن إلى التخلي عن دعمها المطلق لتل أبيب، وهو ما يعكس تحولاً محتملاً في موقف بعض الدوائر السياسية الأمريكية حيال الصراع في القطاع.

وعلى الجانب الأوروبي، شهد الاجتماع الوزاري لمجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي المنعقد في بروكسل اليوم نقاشًا جادًا بشأن إعادة تقييم العلاقات التجارية بين الاتحاد وإسرائيل، في ضوء تصاعد القلق الدولي من انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب المرتكبة في غزة.

وأفادت مصادر دبلوماسية بأن هولندا تقود مبادرة داخل الاتحاد الأوروبي تهدف إلى تعليق الاتفاقات التجارية القائمة مع إسرائيل، ومراجعة مدى التزامها ببنود الشراكة الموقعة، خاصة في ما يتعلق باحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان.

اختبار مزدوج

تأتي هذه التطورات بينما تواجه إسرائيل ضغوطاً غير مسبوقة على المستويين السياسي والدبلوماسي، سواء من حلفائها التقليديين في الغرب أو من الأطراف الراعية للوساطة، وسط تزايد القناعة بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية تفشل عمداً فرص الوصول إلى تسوية سياسية عبر استمرار التصعيد العسكري وإعاقة المفاوضات.

ويؤكد المراقبون أن قرار إسرائيل المحتمل بسحب وفد التفاوض من الدوحة سيكون ضربة قوية للمسار السياسي برمته، ويكرس حالة الجمود، ما يفاقم المعاناة الإنسانية في غزة ويعقد ملف الأسرى.

هيئة البث الإسرائيلية