في تطور لافت على صعيد الأزمة المستمرة في قطاع غزة، أكّد المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، عومر دوستري، صباح اليوم الثلاثاء، أن الوفد الإسرائيلي المشارك في مفاوضات الدوحة يواصل جلسات مكثفة للغاية، وسط أجواء توتر وتضييق الخناق السياسي والدبلوماسي على تل أبيب، وخصوصاً في ظل ضغوط أمريكية متزايدة.
وأوضح دوستري، في تصريح صحفي رسمي، أن الفريق الإسرائيلي يعقد هذه الاجتماعات بشكل مكثف مع المسؤول الأمريكي بريت ويتكوف، الذي يقود جهود الوساطة، إلى جانب ممثلين عن وسطاء آخرين، دون أن يكشف عن جميع تفاصيل المشاورات.
عرض إسرائيلي
وأكد أن الاقتراح المطروح حالياً على طاولة المفاوضات يستند بشكل كامل إلى خطة ويتكوف، معتبراً أنها تشكل الأساس الوحيد لأي تقدم ممكن في الملف.
اقرأ أيضًا:
- نتنياهو يكشف كواليس مفاوضات الدوحة.. مقترحان حاسمان أحدهما لوقف الحرب بشروط
- تسليم السلاح وإدارة مشتركة.. صحيفة عبرية تكشف تطورات جديدة في مفاوضات الدوحة
وأضاف دوستري: "لقد قدمنا لحركة حماس عرضاً رسمياً مبنياً على الخطة الأمريكية، وهو العرض الوحيد المطروح في الوقت الراهن، ويحظى كذلك بموافقة الإدارة الأمريكية، التي ترى فيه مخرجاً عملياً من الحرب القائمة".
وتابع بالقول: "نحن لا نرى الحرب هدفاً بحد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق غايتين رئيسيتين: إنهاء وجود حماس في قطاع غزة، وضمان إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها. وإذا تحقق ذلك، فإن إنهاء الحرب يصبح الخيار الأفضل".
وفي ظل هذه التصريحات الرسمية، أفادت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مصدر غربي، بأن المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية شهدت "تقدماً طفيفاً"، لكنه لا يعد اختراقاً حقيقياً بعد، مما يعكس تعثراً مستمراً في التوصل إلى صيغة نهائية لوقف إطلاق النار، رغم تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية.
تهديد بوقف الدعم الأميركي
وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن تحول في الموقف داخل البيت الأبيض، حيث نقلت عن مصدر مطلع أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجهت رسالة حازمة ومباشرة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مفادها أن استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة قد يؤدي إلى فقدان الدعم الأمريكي، وهو تحوّل غير مسبوق في العلاقة بين الحليفين التقليديين.
وأوضح المصدر، الذي رفض الإفصاح عن اسمه للصحيفة، أن واشنطن تعتبر نتنياهو قادراً على اتخاذ قرار بوقف الحرب، لكنه يرفض القيام بذلك لأسباب سياسية داخلية.
وأضاف المصدر أن البيت الأبيض بات يرى في استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة عنصر إضعاف للموقف الأمريكي على الساحة الدولية، مما قد ينعكس سلباً على تحالفاته، خاصة في الشرق الأوسط.
وشدد المصدر على أن الضغط الأمريكي قد ازداد بشكل واضح خلال الأيام القليلة الماضية، في ظل تعثّر المفاوضات واستمرار التصعيد الميداني.
وفي مؤشر على هذا التوتر، ذكرت مصادر داخل الإدارة الأمريكية لموقع "واللا" الإسرائيلي، أن نائب الرئيس الأمريكي جي. دي. فانس كان من المقرر أن يقوم بزيارة إلى إسرائيل اليوم الثلاثاء، إلا أنه قرر إلغاء رحلته في اللحظة الأخيرة، احتجاجاً على تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، واعتبر هذا الإلغاء رسالة سياسية مباشرة تعكس حجم التوتر الدبلوماسي بين واشنطن وتل أبيب.