الرئيس عباس يطلق نداءً عاجلاً لدول العالم ويطالب بإدخال المساعدات عبر هذه الآلية

الرئيس محمود عباس
الرئيس محمود عباس

في كلمة شاملة ومؤثرة، وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الأربعاء الموافق، نداءً عاجلاً إلى قادة دول العالم، طالبهم فيه بالتحرك الفوري لوقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، ووضع حد للعدوان الإسرائيلي المستمر الذي وصفه بـ"الإبادة الجماعية الممنهجة".

بيان الرئيس عباس

وقال عباس: "أناشد قادة العالم أجمع باتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لكسر الحصار المفروض على شعبنا في غزة، والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية والطبية فورًا عبر البر والبحر والجو، إضافة إلى الوقف الفوري والدائم لهذا العدوان الدموي، وإطلاق سراح جميع المحتجزين والأسرى الفلسطينيين، وتحقيق انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع، بما يسمح لدولة فلسطين بتحمل مسؤولياتها الكاملة تجاه شعبها في غزة."

اقرأ أيضًا:

وأضاف الرئيس الفلسطيني مؤكدًا على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين، مشددًا على أن اللحظة الراهنة تتطلب شجاعة سياسية وإنسانية فائقة، من أجل وقف الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين من تدمير وتجويع وتشريد، تحت سمع وبصر العالم.

وأوضح عباس أن إنهاء الحرب لا يمثل فقط ضرورة إنسانية، بل هو مدخل أساسي للانتقال إلى مرحلة إعادة إعمار غزة، ووقف الاستيطان المتصاعد والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والتمهيد لتطبيق حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية، بما في ذلك إنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية.

الاعتراف بدولة فلسطين 

وفي سياق التحركات الدبلوماسية، أعرب عباس عن تطلع القيادة الفلسطينية إلى نتائج المؤتمر الدولي للسلام المزمع عقده في نيويورك الشهر المقبل، مشددًا على أهمية استخدام هذا المنبر لحشد الاعتراف الدولي الأوسع بدولة فلسطين، والدفع باتجاه حصولها على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة.

كما جدد ترحيبه بالمواقف الإيجابية التي أبدتها عدة أطراف دولية في الفترة الأخيرة، وخص بالذكر البيان المشترك الصادر عن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، ومواقف الاتحاد الأوروبي، وتصريحات الدول المانحة، والبيان الحاسم الصادر عن اللجنة الوزارية العربية الإسلامية، والتي أكدت جميعها رفضها لسياسة الحصار والتجويع والتهجير والاستيطان، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون شروط أو عراقيل إسرائيلية.

وشدد عباس على رفضه القاطع لاستخدام المساعدات كأداة سياسية أو ابتزازية من قبل الاحتلال لتحقيق أهداف غير شرعية، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بالمساومة على كرامته وحقوقه المشروعة.

وقدّم الشكر والتقدير إلى كل الدول والحكومات والشعوب التي عبّرت عن تضامنها مع الفلسطينيين، وطالبت بوقف المجازر اليومية وإيصال الإغاثة الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة.

وأكد الرئيس الفلسطيني أن هذا النداء لا ينطلق من مجرد مطالب إنسانية فحسب، بل هو دعوة صريحة من دولة ذات سيادة تمارس حقها المشروع في طلب إدخال المساعدات إلى غزة عبر حدودها البرية والبحرية ومجالها الجوي، وتعلن جاهزيتها الكاملة للتعاون مع كل جهة راغبة في إنهاء معاناة الفلسطينيين، ودعم خطة الإعمار العربية الإسلامية دون المساس بحق العودة أو التهجير القسري.

وختم الرئيس عباس خطابه بالقول: "نحن أمام لحظة حاسمة في تاريخ قضيتنا، تتطلب قرارات شجاعة وتضامنًا عربيًا وإسلاميًا ودوليًا واسعًا، لقد آن الأوان لأن يقول العالم كلمته لوقف هذه الإبادة، وإنهاء الاستعمار، وتثبيت الحق الفلسطيني في أرضه، وتجسيد استقلاله وسيادته، نحن هنا باقون، ولن نرحل عن وطننا فلسطين مهما كانت التضحيات."

وكالات