انتصر مجد على زرد السلاسل

جلال نشوان
جلال نشوان

بقلم:الكاتب الصحفي جلال نشوان


هى ترنيمة الألم و الوجع المتلفع من عذابات السجون وصمت الجدران والقضبان الصامتة ،  تعانقت معانى الحنين لترسم مشهداً ، ملأ الكون جمالاً وابداعاً وشموخاً ، 
حقاً  لا مثيل  لها  ، فرحة اللقاء التى جاءت بعد عشرين عاماً  عندما التقى مجد بربر بأسرته ، كانت لوحةً فنية نبضت فيها  كل المشاعر والأحاسيس ، كانت بمثابة بلابل تصدح فى الأرجاء تجلت فيها نقاء وطهارة التفانى لفلسطين ولسان حالها  يقول  : لاحياة الا بك يافلسطين ...فلسطين الوطن والأرض والهوية ، فرحة اللقاء التى  اضاءت كل الأرجاء وعزفت لحن الخلود بقيثارة الصبر والصمود والتحدي على جلاوزة السجانين القتلة الذين نحروا  أجساد ابنائنا  الأسرى الأبطال ، فانتصر  الصبر على زرد السلاسل 
تنسم  مجد بربر  عبير  الحرية  ، فاستقبله أبناء شعبه بالورود فى موكب مهيب ، اهتزت أوتار القلوب وسارت نغمات النصر  مسرى الدم فى العروق 
يا الله ...كم كان المشهد جميلاً ورائعا  ، عندما  تعانقت الأرواح وارتوت  النفوس من ظمأ  الغياب الذى حرق كل شيء جميل ،وربما تكون الحرية  ثمينة ،ولكنها  بدون الألم منقوصة 
كانت مشاهد مؤثرة  تذيب الصخر من حرارة الشوق والحنين ،ولكنهم أرادوا  أن يغتالوا  الفرحة  ،فاستُدعى مرة اخرى لأحد مراكز التحقيق فى القدس ، ورغم ذلك تلألأت القدس لتروى حكاية الصمود بشموخها ، بتحرير ابنها   مجد وصبره وقوته وتحديه ،فتناغمت روحه مع حقول العطر الوردية  للقدس وزغرودتها  العذبة ، هى لحظة الشرف التى خطت أجمل الدروب فى سماء النصر  حتى غدت القدس العاصمة تنثر  الورود وتختال روعة وشموخاً وابداعاً
انتصر الصبر على زرد السلاسل وأضحت أساليب التعذيب الممنهج ضد اسرانا الأبطال  فى المعتقلات الصهيونية محط اهتمام المجتمع الدولي الذى بات يطالب بتحرير الأسرى خاصة فى هذه  الأوضاع الاستثنائية التى انتشر فيها الوباء الفتاك الذى عبر القارات وأحكم قبضته على البشرية جمعاء 
إن معاناة  مجد  الذى أمضى  عشرين عاماً  فى المعتقلات الاجرامية وكذلك معاناة كل الأسرى الأبطال تحتاج من الكل الفلسطينى الوقوف عند مسؤولياته وقفة عز وشموخ بتكثيف الاتصالات مع كافة منظمات حقوق الانسان المدنية للتصدى  للمحتلين المجرمين وفضح   ممارساتهم البشعة التى فاقت النازيين فى عهود ماضية وتدويل قضيتهم وكذلك استنفار أبنائنا المقيمين فى الدول الغربية لتنوير  اصدقائنا ومحبى شعبنا  الفلسطينى ،وكذلك اقامة الندوات التى تفضح جرائم السجانين الشواذ الذين لا يعيرون اى اهتمام للانسانية 
هنيئاً  لك مجد ونتمنى تحرير كل أسرانا واسيراتنا  الذين أفنوا  زهرات اعمارهم فى تلك المعتقلات الاجرامية ، وغني عن التعريف أن هناك أحد عشر  من مناضلاتنا من الأمهات  الأسيرات  وكذلك  كوكبة من حرائرنا اللواتى قهرن السجان وانتصرن عليه وشكلن مشاعلاً  للحرية فى كل أنحاء المعمورة 
ان النصر باذن الله قريب وسيتم تحرير أسرانا  وأسيراتنا  عمالقة الصبر  وكما كانت فرحة اللقاء بمجد سنفرح باذن الله بتحرير كل  أبطالنا 
حقاً  من ظلمة الليل ينبثق نور الفجر  ليرسم بأطيافه المشرقة على ربوع ديارنا واقامة دولتنا  الفلسطينية  وعاصمتها القدس الشريف باذن الله .

 

البوابة 24