في حادثة أثارت صدمة كبيرة في العاصمة الأميركية واشنطن، كشف شهود عيان عن تفاصيل مروعة تتعلق بحادث إطلاق النار الذي وقع أمام المتحف اليهودي، وأسفر عن مقتل موظفين اثنين يعملان في السفارة الإسرائيلية.
وأكدت الروايات أن المنفذ تصرف بهدوء في البداية، قبل أن يعترف أمام الشرطة بأن دوافعه كانت مرتبطة بالقضية الفلسطينية، قائلاً صراحة: "فعلت ذلك من أجل غزة".
رواية شاهدة العيان
سارة مارينو، وهي إحدى الحاضرين في المكان وقت وقوع الحادث، تحدثت إلى شبكة "سي إن إن" ووصفت اللحظات التي سبقت الهجوم وما تلاه.
اقرأ أيضًا:
- تفاصيل حادثة إطلاق نار قرب السفارة الإسرائيلية في الأردن
- تحذير من السفارة الإسرائيلية في باريس لوسائل الإعلام الفرنسية.. ما السبب ؟
وقالت مارينو إن المهاجم تظاهر بأنه مجرد شاهد عابر لما جرى، ولم يظهر في البداية أي سلوك عدواني، بل كان يتصرف وكأنه أحد المارة الذين فوجئوا بالواقعة.
وأضافت أن إطلاق النار حصل مباشرة بعد انتهاء فعالية كانت تقام في المتحف اليهودي، وذلك حوالي الساعة التاسعة مساءً، حين دوّت أصوات عدة طلقات نارية في المكان ما تسبب بحالة من الذعر بين الحضور.
سلوك غريب
تابعت مارينو شهادتها قائلة: "في البداية، بدا الرجل مرتبكاً وكان يركض باتجاه المركز الأمني، مما دفع الحراس إلى الظن بأنه كان شاهداً على الحادث أو ربما تعرض لصدمة، وحاولوا تهدئته وقدموا له الماء"، مضيفة أن تصرفاته كانت غير منتظمة وتوحي بالارتباك، مما أبعد الشبهة عنه مؤقتاً. إلا أن الحقيقة تكشفت عندما طلب بنفسه من الحراس الاتصال بالشرطة، ثم انتظر وصولها لأكثر من عشر دقائق، ليعلن فور حضورها: "أنا من فعل ذلك... فعلته من أجل غزة".
الشرطة الأميركية تكشف هوية المنفذ
من جهتها، أعلنت شرطة واشنطن أن التحقيقات الأولية أفضت إلى تحديد هوية المشتبه به، ويدعى إلياس رودريغيز، ويبلغ من العمر 30 عاماً.
وأكدت السلطات أن رودريغيز لم يكن مدرجاً على أي قوائم أمنية ولم يكن معروفاً لدى الأجهزة الأمنية من قبل، كما لم ترد أي تحذيرات استخباراتية أو معلومات مسبقة تشير إلى تهديد إرهابي أو جريمة كراهية في تلك المنطقة قبيل وقوع الحادث.
وتأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه الأوضاع في الشرق الأوسط توتراً متصاعداً، لا سيما على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة، مما يعزز من احتمالية تأثر بعض الأفراد في الولايات المتحدة أو غيرها بتطورات الصراع هناك.
ويعد اعتراف المهاجم بأنه نفذ الجريمة "من أجل غزة" مؤشراً واضحاً على الخلفية السياسية والدوافع المرتبطة بالحدث، والتي قد تعيد فتح النقاش حول مدى تأثير النزاعات الخارجية على الأمن الداخلي في الولايات المتحدة، خاصة في ظل تصاعد الأحداث المرتبطة بمناطق الصراع.
استنفار أمني وتحقيقات مستمرة
وفي الوقت الذي لم تعلن فيه الشرطة عن وجود شركاء محتملين للمهاجم، تتواصل التحقيقات الأمنية والقضائية لفهم تفاصيل أوسع عن خلفية الجاني، وما إذا كانت لديه علاقات أو ارتباطات بجماعات أو تيارات سياسية أو أيديولوجية.
كما رفعت السلطات حالة التأهب في محيط المؤسسات الدبلوماسية والثقافية ذات الحساسية السياسية، تحسباً لأي هجمات مشابهة.
ويفتح الحادث الباب مجدداً أمام جدل واسع حول الأمن، ودوافع الأفراد المتأثرين بصراعات دولية، والدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الثقافية والدبلوماسية في الوقاية أو التوعية بمخاطر التحريض السياسي والديني في المجتمعات الغربية.