استنكرت حركة حماس في بيان رسمي اليوم الأحد 2 نوفمبر 2025، بشدة ما وصفته بـ"الافتراءات الأمريكية" التي صدرت عن القيادة المركزية للجيش الأمريكي بشأن مزاعم تتعلق بـ"نهب شاحنة مساعدات إنسانية" داخل قطاع غزة، مؤكدة أن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة وتهدف إلى تبرير تقليص المساعدات الإنسانية المحدودة أصلًا، والتغطية على عجز المجتمع الدولي في رفع الحصار المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني يعانون الجوع والحرمان منذ سنوات.
وقالت الحركة إنّ الشرطة والأجهزة الأمنية في غزة قدمت خلال الأشهر الماضية أكثر من ألف شهيد ومئات الجرحى أثناء قيامها بتأمين قوافل الإغاثة وضمان وصولها إلى مستحقيها، مشيرة إلى أن كل مظاهر الفوضى التي شهدتها بعض المناطق انتهت فور انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما يثبت – بحسب البيان – أن الاحتلال كان الجهة التي رعت تلك الفوضى وأدارتها بشكل مباشر خلال وجوده الميداني.
لا شكاوى رسمية ولا دلائل على الحادثة
وأضافت الحركة أن أيًّا من المؤسسات الدولية أو المحلية ولا حتى سائقي القوافل الإنسانية، لم يتقدم بأي بلاغ رسمي حول حوادث نهب أو سرقة للمساعدات، الأمر الذي يؤكد أن المشهد الذي استندت إليه القيادة المركزية الأمريكية مفبرك ومفتعل بالكامل.
وأوضحت أن واشنطن تستخدم هذه المزاعم كذريعة لتقليص الدعم الإنساني واستمرار سياسة التجويع الممنهج ضد المدنيين في غزة.
الطائرات الأمريكية لم ترى الجرائم الحقيقية
وجاء في البيان أن الولايات المتحدة، التي تقول إن طائراتها رصدت شاحنة مزعومة، تغض الطرف عن الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع، حيث وثقت الحركة استشهاد 254 فلسطينيًا منذ بدء وقف إطلاق النار 91٪ منهم من المدنيين، بينهم 105 أطفال و37 امرأة و9 من كبار السن، إضافة إلى إصابة 595 آخرين بينهم 199 طفلًا و136 امرأة.
وسخرت الحركة من ازدواجية المعايير الأمريكية قائلة: "إذا كانت طائرات الدولة العظمى تلتقط مشهدًا لشاحنة، فلماذا لم تسجل مئات الغارات التي دمّرت البيوت فوق ساكنيها؟".
انتهاكات إسرائيلية يومية
وتابعت حماس موضحة أن الطائرات المسيرة الأمريكية لم ترصد الاختراقات اليومية للخط الأصفر الذي يسيطر عليه الاحتلال على مساحة تتجاوز 35 كيلومترًا مربعًا أي نحو 10٪ من مساحة القطاع، كما لم توثق عمليات التدمير الممنهج للمنازل في المناطق التي لا تزال تحت السيطرة الإسرائيلية.
وأضافت أن الاحتلال يمنع دخول أكثر من 90٪ من كميات الوقود المتفق عليها، ويواصل التحكم بإدخال المواد الغذائية والبروتينات الأساسية كالبيض والدجاج واللحوم، مما أدى إلى حرمان مئات الآلاف من الأسر من أبسط احتياجاتها اليومية في ظل تراجع حاد في الرقابة الدولية على معابر القطاع.
غزة تتلقى 135 شاحنة مساعدات فقط يوميًا
أشارت حماس في بيانها إلى أن متوسط عدد شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع يوميًا لا يتجاوز 135 شاحنة، بينما تشكل بقية القوافل شاحنات تجارية لا يستطيع السكان شراء ما فيها بسبب الانهيار الاقتصادي وارتفاع الأسعار.
وأكدت الحركة أنها طالبت مرارًا بزيادة عدد شاحنات الإغاثة وتقليص الشحنات التجارية، لكن الاحتلال يمارس العكس تمامًا في محاولة لإحكام قبضته الاقتصادية على غزة.
رسالة إلى واشنطن
وفي ختام بيانها، وجهت حماس انتقادات حادة للإدارة الأمريكية معتبرة أن استمرارها في تبني الرواية الإسرائيلية يضعها في موقع الشريك في الحصار والمعاناة، وقالت الحركة إن واشنطن لا تحتاج إلى طائرات مسيّرة لتعرف حقيقة ما يجري في غزة، بل تحتاج إلى شيء من الضمير والمسؤولية الأخلاقية والسياسية لتكف عن تبرير جرائم الاحتلال وتعمل على إلزامه بتنفيذ الاتفاقات ووقف انتهاكاته اليومية.
وختمت البيان بتأكيد أن تكرار الأكاذيب لن يخفي الحقيقة، فالعالم كله يرى ما يحدث في غزة وأن من يبرر الجريمة يصبح جزءًا منها.
