في دائرة الضوء 
(الهبوط على المريخ)
الكاتب الصحفى جلال نشوان

تعالت صيحات الفرح في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا قرب مدينة لوس انجلوس، وذلك لنجاح هبوط (روبورت برسيفيرتس ) على المريخ والهدف من ذلك البحث عن آثار لحياة سابقة ،
وفى الواقع يعتبر هذا الحدث نجاحا مذهلا سيقدم الكثير والكثير للبشرية في مجال الابحاث العلمية ويحمل في طياته اصرار ومثابرة وجلد الانسان في الوصول الى نتائج علمية ستعود بالخير على البشرية جمعاء 
هم يتقدمون ونحن للأسف نتراجع الى الوراء، هم يشيدون الجسور لعبور الناجح لينطلق الى آفاق كبيرة ونحن نبحث ليلا ونهارا عن أفضل الوسائل لتدمير الناجح ووضع كافة العراقيل امامه،
نطبق نظرية المؤامرة بحذافيرها، لإفشال الناجح حتى يصاب بالإحباط ويمكث في بيته ...بالله عليكم متى نستيقظ من سباتنا العميق ؟!!!!
ايها السادة الأفاضل: ليس جلدا للذات، بل هي الحقيقة المرة التي أصابت ثقافتنا في مقتل، ويا ليتنا نتعظ، مع ان كل ما سبق من تدمير للذات يجب ان نستخلص منه العبر ونعيد صياغة تفكيرنا ونغادر مربع السلبية الذي اغرقنا أنفسنا في بحره الواسع والمتلاطم الأمواج 
انطلقت ثورة الياسمين بتونس واستبشرنا خيرا وغادرت الطغمة الفاسدة التي فتكت بالشعب التونسي ومقدراته، وإذا بها تمتد لتدمير معظم الدول العربية، لتتحول الى دول فاشلة وفى عداد جمهوريات الموز !!!!
من كان يتخيل ان اليمن تعصف به الرياح الى هذا الحد من الجنون والعبث، لتتحول اليمن الى أكبر مأساة انسانية عرفها التاريخ الحديث !!!! اما ليبيا الجميلة عروس البحر المتوسط، حيث كان المواطن يستهلك الكهرباء مجانا ومنح التعليم للطلاب الهائلة وعلى حساب الدولة ورغد العيش والحياة الكريمة لتتحول الى ساحة للصراع للدول الكبرى وتصر تركيا انها عثمانية !!!!
الألم يعتصر القلوب والوجع يفتك بنفوسنا للحال المزرى الذى وصلنا له وللأسف ما يحدث للاستفراد بالشعب الفلسطيني لتصفية قضيته، وبالرغم من الواقع الصعب الا أن شعبنا الفلسطيني البطل مازال متجذرا بارضه  ماضيا لتحقيق اهدافه واقامة دولته على ترابه