أبو طنجرة

بقلم ميسون كحيل

أكثر ما يستفز أهالي قطاع غزة أنهم وقعوا بين طرفين متصارعين يلتقيان في الأهداف المشتركة، ولا يهمهما كل الدماء، ولا حالة الموت المجاني في قطاع غزة، ولا الحالة التي وصل إليها القطاع من التدمير الشامل للبنية التحتية والفوقية والجغرافيا والديموغرافيا والحدود!
طرفا الحرب، رغم كل ما يحدث من حرب إبادة، لديهما نفس الهدف، وكل طرف منهما يدّعي ويقدّم شروطه لإيقاف الحرب، لكن جميع هذه الشروط يجب أن تحقق الهدف الرئيسي. فمن ناحية نتنياهو، الاستمرار على رأس الحكومة الإسرائيلية، وبالنسبة لحركة حماس، ضمان حكمها لقطاع غزة. ولن يوافق لا نتنياهو ولا حماس على أي اتفاق يضمن ذلك، رغم توافق الطرفين مسبقًا في فترة سابقة تطلبت ذلك!! وعليه، فإن استمرار حرب الإبادة سيستمر، حتى وإن توقفت لأيام.

إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في الأيام القادمة لن يضمن وقف الحرب نهائيًا، بل هو اتفاق ترغب به الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق بعض الأهداف، على رأسها الإفراج عن الرهائن لدى حماس. أما فكرة التعهد بوقف الحرب فسيُضمن عند البتّ به أخذ الشروط الإسرائيلية في الاعتبار، المتعلقة بتفريغ القطاع من السلاح، والسيطرة على المنافذ والحدود، والبقاء لفترة طويلة في المناطق الفاصلة. وأما الترويج لشرط نهاية حماس في القطاع، فإسرائيل تعلم أنها انتهت، إلا من فئة تفكر بترهيب الناس في قطاع غزة على أنهم قادرون على استمرار السيطرة على القطاع طمعًا في حلم بقاء الحكم.

إن ما يتعرض له أهل غزة من قتل وتدمير وعطش وجوع لم يحرك مشاعر المفاوضين، على العكس تمامًا، فأحدهم شعر بالملل من طعام قصر الياسمين وبيت التلة المتنوع، وطلب تحضير وتجهيز طبخة كوسا وورق دوالي! الناس ماتت جوعًا، وهو بنفسه طنجرة كوسا وورق دوالي، القائد أبو طنجرة.

كاتم الصوت: حكم حماس للقطاع في الفترة الماضية أدى المهمة المطلوبة... انتهت.

كلام في سرك: محاولات كبيرة ومكثفة لدولة عربية، وبدعم دولة إقليمية، تضمنان فيها استمرار القطاع تحت الحكم "الحمساوي".

رسالة: أعلم أن المشاعر قد خانتك، وأن حجم المعاناة كبير، لكن تمنيتُ بأن لا تبكي أثناء إلقاء كلمتك. خليك على الأقل مثل الرئيس!! احتفظ بالأسماء.

البوابة 24