تشهد الأوساط السياسية في الولايات المتحدة وإسرائيل وفلسطين حالة من الترقب، في انتظار رد حركة "حماس" على مقترح أمريكي جديد يهدف إلى التوصل لاتفاق ينهي الحرب الجارية في قطاع غزة، والمعروف باسم "خطة ويتكوف 2".
مواقف حماس الأولية
وقد أكدت "حماس"، أنها بصدد دراسة المقترح، فيما أشار القيادي في الحركة، سامي أبو زهري، في تصريح لوكالة "رويترز"، إلى أن "الحركة لا تزال تناقش المقترح".
وأوضح "أبو زهري"، أن البنود الجديدة في المقترح تعكس وجهة النظر الإسرائيلية، دون أن تشمل التزامات بإنهاء الحرب أو انسحاب القوات الإسرائيلية أو إدخال المساعدات الإنسانية، كما تطالب الحركة.
ووفقًا لما ذكرته وكالة "رويترز"، نقلًا عن مسؤول آخر في "حماس"، قوله إن الحركة تتعامل مع مقترح ويتكوف المعدل بمسؤولية كبيرة، انطلاقًا من حرصها على تأمين مصالح الشعب الفلسطيني وضمان وقف العدوان المستمر.
ومن جانبها، أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، نقلًا عن مصدر سياسي إسرائيلي نفيه وجود أي اعتراف رسمي من الحكومة الإسرائيلية بموافقة حماس على المقترح، مؤكدًا أن إسرائيل لا تنتظر أي رد من الحركة بهذا الشأن.
3 أوجه أعتراض
وكانت تقارير صحفية، قد كشفت عن أبرز النقاط التي أثارت اعتراض حركة "حماس" بشأن المقترح الأميركي الذي قدمه المبعوث ستيف ويتكوف بهدف وقف الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وبحسب ما ذكره موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، فإن حركة حماس تشدد على ضرورة وجود ضمانات صلبة تؤكد أن الهدنة المؤقتة ستفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، مع التأكيد على أن إسرائيل لن تعود لاستئناف العمليات العسكرية بشكل أحادي، كما حدث خلال شهر مارس الماضي.
كما تعترض "حماس"، على أن المقترح لا يتضمن نصاً صريحاً يطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي كان يتمركز بها قبل انهيار الهدنة السابقة، التي سقطت في الثامن عشر من مارس الماضي.
كما أعربت "حماس"، عن قلقها من غياب الوضوح فيما يتعلق بآلية توزيع المساعدات الإنسانية، خصوصًا ما يتعلق بالصندوق الجديد للمساعدات الذي تم الإعلان عن إنشائه مؤخراً.
بنود معدلة وخطة أمريكية
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، قد أعلنت أمس الخميس، أن إسرائيل قد وافقت بالفعل على المقترح الأمريكي الجديد لوقف إطلاق النار في غزة، دون أن تفصح عن تفاصيل إضافية.
وكشفت وسائل إعلام عبرية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد أبلغ عائلات الرهائن بموافقته على خطة ويتكوف، رغم أن مكتبه لم يصدر بيانًا رسميًا يؤكد ذلك.
وبدورها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن مصدر إسرائيلي مطلع أن المرحلة الأولى من الخطة تشمل وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، إلى جانب السماح بتدفق المساعدات الإنسانية بإشراف الأمم المتحدة.
خلافات جوهرية تعيق التقدم
والجدير بالإشارة أن الخلافات بين حماس وإسرائيل تشكل عقبة رئيسية أمام التوصل لاتفاق فعلي، بعد انهيار الهدنة السابقة في مارس الماضي، عقب شهرين فقط من توقيعها.
وتدعو إسرائيل إلى نزع سلاح حماس كليًا، وتفكيك بنيتها العسكرية، وإنهاء إدارتها لغزة، علاوة على إطلاق سراح جميع الرهائن الباقين وعددهم 58 شخصًا، قبل إنهاء الحرب.
في المقابل، ترفض حماس هذه المطالب وتشدد على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، إلى جانب وقف شامل للحرب.
جهود الإغاثة تتسع تحت الضغط الدولي
وعلى صعيد آخر، قامت "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي هيئة خاصة مدعومة أمريكيًا وتحظى بتأييد إسرائيلي، بتوسيع عمليات توزيع المساعدات عبر افتتاح موقع ثالث للتوزيع اليوم.
ويأتي هذا التوسع بعد انتقادات واسعة من الأمم المتحدة وجهات إغاثية أخرى، حيث بدأت المؤسسة عملياتها في قطاع غزة وسط تحذيرات أممية بأن نحو مليوني شخص يواجهون خطر المجاعة نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أحد عشر أسبوعًا.
وشهدت عمليات التوزيع في بداياتها مشاهد فوضوية، حيث تدافع آلاف الفلسطينيين نحو مواقع التوزيع، ما اضطر شركات الأمن الخاصة إلى التراجع.
وتسبب هذا الاضطراب في زيادة الضغوط الدولية على إسرائيل للسماح بإدخال كميات أكبر من المساعدات الغذائية، ووقف العمليات العسكرية المستمرة.
ويشار إلى أن المؤسسة قدمت ما يزيد على 1.8 مليون وجبة غذائية حتى الآن، وتعتزم افتتاح مواقع توزيع جديدة في الأسابيع المقبلة.
تصريحات ويتكوف وتفاؤله الحذر
وكان المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، قد صرح الأربعاء الماضي، أن واشنطن بصدد إرسال "ورقة شروط جديدة" بشأن وقف إطلاق النار إلى الطرفين المتنازعين منذ 7 أكتوبر 2023.
وعبر "ويتكوف"، عن تفاؤله بإمكانية الوصول إلى حل طويل الأمد، يتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار، وتسوية سلمية تنهي النزاع القائم في غزة.
والجدير بالذكر أن إسرائيل تتعرض لموجة متصاعدة من الضغوط الدولية، حيث دعت العديد من الدول الأوروبية، التي اعتادت في السابق تجنب انتقاد تل أبيب، بشكل علني إلى إنهاء الحرب وتسريع جهود الإغاثة الإنسانية في القطاع المحاصر.