في تطور خطير يعكس تصعيدًا غير مسبوق في أدوات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كشفت تقارير عبرية عن استخدام الجيش الإسرائيلي لأسلحة ثقيلة جديدة تتسم بالدموية والشمول في التدمير، أبرزها ناقلات جند مدرعة قديمة تم تحويلها إلى قنابل ضخمة يتم التحكم فيها عن بعد، وتستخدم لتفجير أهداف داخل القطاع المكتظ بالسكان.
ووفقًا لصحيفة معاريف الإسرائيلية، فقد نفذ الجيش الإسرائيلي مؤخرًا سلسلة انفجارات عنيفة في مناطق متعددة من قطاع غزة، وصلت أصداؤها إلى تل أبيب وحتى بعض المدن في الضفة الغربية، في مشهد يؤكد حجم القوة التدميرية المستخدمة في هذه الحرب التي لا تزال تفتك بالمدنيين والمباني والبنى التحتية على نطاق واسع.
الناقلات الانتحارية
يعتمد الجيش الإسرائيلي، وفق الصحيفة، على ناقلات جند مدرعة قديمة، تم إعادة تجهيزها وتحميلها بأطنان من المتفجرات، لتتحول إلى ما يطلق عليه وصف "الناقلات الانتحارية".
اقرأ أيضًا:
- تصعيد عسكري غير مسبوق: غارات مكثفة وضربات متزامنة في جميع أنحاء غزة
- جيش الاحتلال يعلن توسيع العمليات البرية في قطاع غزة بأوامر من رئيس الأركان
ويتم توجيه هذه المركبات عن بعد إلى أهداف تم تحديدها مسبقًا، وعند وصولها تنفجر بشكل مدروس ومدمر ما يؤدي إلى انهيار مباني شاهقة، يعتقد أنها تحتوي على مقرات تابعة لحركة حماس أو مخازن أسلحة.
وتؤكد معاريف أن كل ناقلة تحمل كمية ضخمة من المتفجرات تكفي لإحداث موجات صدمة عنيفة، يسمع دويها في مناطق تبعد عشرات الكيلومترات، بل تصل أحيانًا إلى وسط إسرائيل.
ولا يعد هذا التطور في أسلوب القتال فقط تصعيدًا تقنيًا، بل أيضًا تحوّلًا في قواعد الاشتباك، حيث يتم الاستغناء عن الجنود ميدانيًا مقابل استخدام معدات تفجر ذاتيًا عن بعد.
درس من الشجاعية
أتى هذا التوجه بعد الحادثة الدموية المعروفة باسم "كارثة ناقلة غولاني" في حي الشجاعية، حين انفجرت ناقلة جند تقل جنودًا إسرائيليين وقتلت عددًا كبيرًا منهم، ومنذ ذلك الحين، تبنى الجيش سياسة جديدة تقوم على تفجير المباني المستهدفة من خلال ناقلات لا تضم أفرادًا، وذلك لتقليل الخسائر البشرية في صفوفه.
وهكذا، تحولت هذه الناقلات إلى أداة جديدة لتفجير الأحياء السكنية والمراكز المشتبه بارتباطها بفصائل المقاومة لا سيما حماس، كما تستخدم أيضًا لفتح الطرق داخل الأحياء المكتظة، من خلال تدمير كل ما يعترض طريق القوات المهاجمة سواء كان من البنية التحتية أو المباني المدنية.
تدمير منهجي
ولم تأتي هذه التطورات بمعزل عن القيادة السياسية في تل أبيب، إذ تشير مصادر عسكرية إلى أن توسيع استخدام هذا النوع من الأسلحة يجري بتوجيهات مباشرة من المستوى السياسي الأعلى، في ظل إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على توسيع رقعة الهجمات في غزة وتكثيف الضغط العسكري على القطاع.
وقد أسفر هذا التوجه عن تدمير عشرات المباني والمرافق الحيوية، إلى جانب سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، خاصة مع استخدام هذه الناقلات في مناطق سكنية مكتظة.
ورغم الانتقادات الدولية المتزايدة بشأن استخدام القوة المفرطة والأسلحة التدميرية، تواصل إسرائيل الدفاع عن هذه الإجراءات تحت ذريعة "تقليل المخاطر على جنودها".