بعد ظهورها المفاجئ.. كل ما تريد معرفته عن "كتائب محمد الضيف" التي اقتحمت المشهد في سوريا

محمد الضيف
محمد الضيف

في تطور أمني وعسكري مفاجئ، أعلنت فصائل مسلحة تعرف عن نفسها للمرة الأولى تحت اسم "كتائب محمد الضيف"، يوم الثلاثاء، مسؤوليتها عن إطلاق صاروخين باتجاه مواقع إسرائيلية في الجولان السوري المحتل. 

وفتحت هذه العملية التي نفذت من داخل الأراضي السورية، باب التساؤلات حول هوية هذه المجموعة الجديدة وأهدافها الفعلية، لا سيما في ظل ارتباط اسمها بشخصية بارزة في مسار المقاومة الفلسطينية.

ظهور مفاجئ

يحمل الفصيل الوليد اسم القائد العسكري البارز في حركة حماس محمد الضيف، الذي أعلنت إسرائيل في أغسطس الماضي عن اغتياله خلال غارة جوية على منطقة مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة، وهي المعلومة التي أكدت صحتها الحركة في بيان نشر أواخر يناير. 

اقرأ أيضًا:

وفي ما يبدو كتحرك رمزي وفعلي لاستمرار إرث الضيف القتالي، أعلنت المجموعة الجديدة عن تأسيس نفسها عبر بيان نشر على تطبيق تلغرام بتاريخ 31 مايو، حمل عنوان "بيان التأسيس".

وجاء في البيان: "من قلب فلسطين المحتلة نعلن عن تأسيس كتائب الشهيد محمد الضيف وفاءً للدماء الطاهرة، وامتداداً لطريق المقاومة المستمر، سنكون سيفاً مسلطاً على رقابكم، أينما كنتم ستجدوننا هناك، نقاتلكم بكل ما نملك".

كما شدد البيان على أن الفصيل الجديد لا يتبع تنظيماً سياسياً أو حزبياً، بل يعرف نفسه بأنه "فعل ثوري مقاوم حر"، متغلغل في الشوارع والمخيمات والزقاق، ويمثل صدى صرخات الغزيين من تحت الركام، كما جاء في التعبير الرمزي الذي استخدمه الفصيل.

الموقف السوري

في أعقاب إعلان إسرائيل عن سقوط صاروخين في مناطق غير مأهولة داخل الجولان المحتل، أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانًا يوم الأربعاء، أكدت فيه إدانتها الشديدة للقصف الإسرائيلي الذي استهدف قرى وبلدات في محافظة درعا، والذي أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.

وأوضحت الخارجية السورية في بيانها أنها لم تتمكن بعد من التحقق من الأنباء المتداولة حول إطلاق صواريخ من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل، ملمحة إلى احتمال وجود أطراف تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة. 

كما شددت دمشق على أنها لم تشكل في السابق ولن تشكل مستقبلاً أي تهديد لأي طرف إقليمي، في موقف يرمي إلى النأي بالنفس عن التصعيد المباشر.

ودعت سوريا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة"، وللدفع نحو جهود إعادة الأمن والاستقرار لسوريا والمنطقة ككل.

التهديد الإسرائيلي بالرد

من الجانب الإسرائيلي، لم يتأخر الرد الرسمي، إذ حمل وزير الجيش يسرائيل كاتس النظام السوري المسؤولية المباشرة عن أي هجوم ينطلق من الأراضي السورية، وقال بوضوح: "نعتبر الرئيس السوري أحمد الشرع مسؤولاً بشكل مباشر عن كل تهديد وإطلاق نار باتجاه إسرائيل، الرد الكامل سيأتي في أقرب وقت ممكن".

وعن تفاصيل العملية، أوضح الجيش الإسرائيلي في بيان أنه قام بقصف مواقع في جنوب سوريا، ردًا على إطلاق صاروخين سقطا في مناطق غير مأهولة داخل إسرائيل، دون تسجيل أضرار بشرية أو مادية. 

وجاء في البيان أن صفارات الإنذار دوت في منطقتي حاسبين ورمات ماغشيميم بجنوب هضبة الجولان عند الساعة 21:36، بعد رصد المقذوفين اللذين عبرا من سوريا إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.

يذكر أن منطقتي حاسبين ورمات ماغشيميم تقعان ضمن الجزء الجنوبي من هضبة الجولان، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وأعلنت ضمها عام 1981، في خطوة لم تحظى باعتراف دولي.

سكاي نيوز