ناشدت صحيفة هآرتس العبرية، في افتتاحيتها المنشورة أمس الثلاثاء على موقعها الرسمي، بضرورة وقف فوري لعمليات هدم قرية السر الواقعة غرب بلدة شقيب السلام في منطقة بئر السبع جنوب إسرائيل.
وشددت "الصحيفة العبرية"، على أن حكومة بنيامين نتنياهو، ومنذ تشكيلها، تركت مئات المواطنين البدو، بينهم أطفال ومسنون ومرضى وذوو احتياجات خاصة، دون مأوى أو بديل، قائلة: "بعضهم يعيش منذ عام في خيام، وآخرون بالكاد وجدوا شققًا للإيجار".
مأساة قرية السر
كما أوضحت "الصحيفة"، أن ما يحدث في قرية السر لم يشهد له مثيل من قبل، حيث بدأت الدولة بشكل تدريجي بهدم قرية كاملة غير معترف بها، يسكنها نحو 3000 نسمة، بغرض توسيع بلدة شقيب السلام المجاورة، لافتة إلى أنه تم بالفعل هدم حيين سكنيين، ومن المتوقع استمرار عمليات الهدم خلال هذا الأسبوع.
وأردفت "الصحيفة"، قائلة: "إذا تم تنفيذ الخطة بالكامل وهُدمت كل المنازل، ستكون هذه كارثة إنسانية غير مسبوقة من حيث الحجم، فالمشكلة لا تكمن فقط في الهدم، بل في أن الدولة لا تقدم أي حل بديل، وتترك السكان ببساطة في العراء".
من منزل إلى خيمة
كما أكدت "هآرتس"، أن "تحول المركز الجماهيري في شقيب السلام خلال الأيام الأخيرة إلى ما يشبه مخيمًا للاجئين، عشرات الأطفال والنساء والرجال لجأوا إليه بعد أن دمرت منازلهم، آخرون ينامون في خيام أو عند أقاربهم، والخيارات الآن ثلاث فقط: خيمة، مركز جماهيري، أو الشارع".
وأشارت "هآرتس"، إلى أن سكان السر كانوا قد رفضوا بداية خطة سلطة توطين البدو، التي صيغت دون إشراكهم، لكنهم اضطروا في النهاية لقبولها على مضض، متخلين عن نمط حياتهم القروي الزراعي والانتقال إلى حي حضري مكتظ، لكن هذا القبول جاء تحت ضغط كبير، تمثل في أوامر الهدم التي وضعت فوق رؤوسهم كسلاح، دون أن يحصلوا، رغم استسلامهم، على أي حلول عملية.
الاستسلام لم يجلب لهم إلا العراء
وشددت "هآرتس"، على أن الحلول التي وعد بها السكان ظلت حبرًا على ورق، فلا أراضٍ خصصت لهم، ولا بنى تحتية أقيمت، ولا مكان للجوء إليه، وقد اضطر بعض السكان إلى هدم منازلهم بأيديهم لتجنب الغرامات الباهظة التي تفرضها الدولة على من تهدم بيته بالقوة.
وبعثت "هآرتس" رسالة واضحة إلى حكومة نتنياهو، مطالبة: "من الممكن – ومن الواجب – إيقاف هذا الوضع، يجب وقف الجرافات، ووقف التنصل من المسؤولية، وتجميد عمليات الهدم حتى يتم التوصل إلى حل مؤقت وإنساني، يضمن احترام حياة السكان وحقوقهم الأساسية، هذه ليست دعوة إلى الشفقة، بل مطالبة باعتراف بسيط بكرامة الإنسان".