أكسيوس يكشف عن فرصة حقيقية لتقليص الفجوات بين حماس وإسرائيل.. هل اقتربت الهدنة؟

هدنة غزة
هدنة غزة

في تطور لافت على صعيد الجهود السياسية الرامية إلى إنهاء الحرب في غزة، أعرب البيت الأبيض عن تفاؤله إزاء المقترح المحدث الذي طرحه ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، مؤكدًا أن هذا المقترح قد يشكل فرصة حقيقية لتقليص الفجوات العالقة بين إسرائيل وحركة حماس. 

ووفقًا لما نقله موقع "أكسيوس" (Axios) الإخباري، الخميس، عن ثلاثة مصادر مطلعة شاركت في المفاوضات، فإن واشنطن ترى في هذا المقترح بوابة ممكنة للتوصل إلى اتفاق شامل يتضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين خلال فترة قصيرة.

تصعيد جديد

وأكد أحد المسؤولين الأميركيين للموقع أنه "إذا أبدى كل طرف مرونة ولو بسيطة، فإن التوصل إلى اتفاق شامل قد لا يستغرق أكثر من أيام معدودة"، في إشارة إلى حالة الزخم التي ترافق المحادثات خلف الكواليس، والتي بدأت تستقطب دعمًا سياسيًا متزايدًا من بعض الأطراف الدولية.

لكن وعلى الرغم من المؤشرات الإيجابية الأميركية، يشهد ملف المساعدات الإنسانية إلى غزة تصعيدًا جديدًا في التوتر بين إسرائيل والأمم المتحدة، بعد أن اتهمت تل أبيب المنظمة الأممية بعرقلة جهود توزيع الإغاثة في القطاع، في حين شددت الأمم المتحدة على أنها تفعل كل ما بوسعها لتوزيع الكميات المحدودة التي تسمح إسرائيل بإدخالها إلى غزة.

وخلال جلسة في مجلس الأمن الدولي، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إن "الأمم المتحدة تنشر الذعر عبر تصريحاتها، وتتحدث عن واقع لا يتطابق مع ما يجري على الأرض".

وأضاف أن إسرائيل تواصل تسهيل إدخال المساعدات عبر "طريقتين" تعملان بالتوازي في الوقت الراهن: أولاهما معبر كرم أبو سالم، الذي بدأ استئناف دخول عدد محدود من شاحنات الأمم المتحدة بعد أكثر من شهرين من الحصار الكامل، والثانية من خلال مؤسسة "غزة الإنسانية"، وهي منظمة غير حكومية مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، تقوم بتوزيع المساعدات بصورة مستقلة عن الأمم المتحدة.

غير أن الأمم المتحدة ترفض التعامل مع "مؤسسة غزة الإنسانية"، وتعتبر أن الآلية التي تعمل بها تتناقض مع المبادئ الإنسانية المعتمدة دوليًا. 

وفي تصريحات للصحافيين، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن المنظمة لن تشارك في أي عمليات توزيع لا تحترم المعايير الإنسانية المعروف، وأضاف: "لن نتخلى عن مبادئنا، ونرفض التعامل مع أي كيان يتجاوز الأسس التي نلتزم بها منذ عقود".

أعمال شغب

ويأتي هذا التصعيد في وقت شهد فيه أحد مراكز توزيع المؤسسة الأميركية أعمال شغب وتدافع أسفرت عن إصابة 47 شخصًا بجروح داخل غزة، يوم الثلاثاء، ما أثار جدلاً جديدًا حول جدوى المبادرات الموازية لتوزيع المساعدات.

وقد حملت إسرائيل حركة حماس مسؤولية هذه الفوضى، متهمة إياها بعرقلة الوصول إلى مراكز التوزيع عبر نصب الحواجز في الطرق، على حد تعبير السفير دانون.

من جانبه، رد المتحدث الأممي دوجاريك بالقول إن الوضع على الأرض معقد، موضحًا أن الأمم المتحدة تسعى بجهد كبير لتسلم المساعدات المتاحة عبر معبر كرم أبو سالم وتوزيعها بشكل منظم وآمن، وأضاف: "إذا لم نتمكن من استلام هذه البضائع، فليس لأننا لا نحاول، بل بسبب عراقيل لوجستية وأمنية معروفة".

وجاء هذا التصريح ردًا على ادعاءات داني دانون، الذي قال إن 400 شاحنة مساعدات ما تزال عالقة على الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم، واتهم الأمم المتحدة بـ"الفشل في أداء مهمتها الإنسانية"، قائلاً في لهجة هجومية: "ضعوا غروركم جانبًا، تسلموا المساعدات، وأدوا واجبكم كما ينبغي".

وتعكس هذه التصريحات المتبادلة عمق الأزمة الإنسانية في غزة، وتعقيد المشهد السياسي واللوجستي المحيط بها، حيث تتقاطع الاعتبارات الأمنية الإسرائيلية مع ضغوط المجتمع الدولي، في وقت تتزايد فيه نداءات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية لضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة وتسهيل وصول المساعدات إلى السكان المحاصرين.

العربية