خان يونس تفرغ من سكانها.. هل بدأ تنفيذ نموذج رفح؟

غزة تحت القصف
غزة تحت القصف

صعّدت القوات الإسرائيلية من عملياتها العسكرية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث وسّعت نطاق توغلها البري ليشمل مناطق وسط المدينة وأجزاء من غربها، والتي أصبحت شبه خالية من السكان بعد أن نزح معظمهم إلى منطقة المواصي الساحلية أو إلى وسط القطاع.

وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات جديدة لسكان وسط وغرب خان يونس، مطالباً بإخلاء تلك المناطق بشكل كامل، لا سيما حي الأمل ومخيم خان يونس، مع استثناء مستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر الفلسطيني من الإخلاء، رغم وقوعه في قلب منطقة العمليات. وقد نُشرت التحذيرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنشورات ورقية ألقتها طائرات مُسيّرة صغيرة.

ووفق مصادر فلسطينية ميدانية، تسيطر القوات الإسرائيلية حالياً على المناطق الواقعة شرق شارع صلاح الدين الرئيسي، وتُحكم قبضتها على أجزاء من وسط المدينة وجنوبها، بينما تواصل استهداف المناطق الغربية بالقصف الجوي والمدفعي، مع استخدام مكثف للطائرات المُسيّرة التي تطلق النار على أي حركة مرصودة.

Gsc16TJXoAAKKyJ.jfif
 

وفي هذا السياق، لا تستبعد المصادر أن تكون خان يونس تُجهّز لتكون "نموذج رفح" الجديد، أي منطقة تستقبل أكثر من مليون فلسطيني تم تهجيرهم قسراً، وتُصنّف كمكان "آمن وإنساني"، توزع فيه المساعدات فقط، بما يُجبر السكان فعلياً على اللجوء إليها.

 

وتشير المعلومات إلى سعي إسرائيلي لتطويق المدينة بالكامل، عبر تكثيف الغارات على المناطق الغربية والشمالية، خصوصاً في مدينة حمد، حيث تم قصف الطوابق العلوية من الأبراج السكنية لمنع عمليات قنص أو إطلاق قذائف مضادة للدروع.

وتُستخدم آليات عسكرية قديمة محملة بكميات كبيرة من المتفجرات لتدمير مناطق بأكملها، ما يُحدث دماراً واسعاً يُسمع صداه في أنحاء غزة، ضمن سياسة تدمير ممنهجة تطال المنازل والمباني، على غرار ما حدث في جباليا شمال القطاع.

وترى المصادر أن هدف العمليات هو تحويل خان يونس إلى نسخة من رفح، التي شهدت تدميراً شبه كامل للبنية السكنية، بما يخدم خطة لدفع السكان نحو الهجرة أو التكدس في مناطق تُعتبر «آمنة وإنسانية»، تمهيداً لاستخدامها كمراكز توزيع للمساعدات.

وتتفاوت شدة المقاومة التي تواجهها القوات الإسرائيلية، حيث تشير المعطيات إلى تراجع نسبي في حدّتها مقارنة بالمراحل الأولى من الحرب، رغم استمرار الاشتباكات. وقد قُتل أربعة جنود إسرائيليين في كمين نفذته كتائب القسام مؤخراً في بلدة بني سهيلا، شرق شارع صلاح الدين.

وتبنت كتائب القسام وفصائل فلسطينية أخرى عدداً من الهجمات ضد القوات الإسرائيلية في خان يونس خلال الأيام الماضية، وسط مؤشرات على استخدام الأنفاق في تلك العمليات.

وفي الوقت نفسه، يتواصل التصعيد الإسرائيلي على مختلف مناطق قطاع غزة، حيث تزداد أعداد الضحايا يومياً، بما في ذلك مدنيين سقطوا خلال محاولاتهم الحصول على المساعدات. وتستهدف الغارات الإسرائيلية منازل ومراكز إيواء ومخيمات، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.

صحيفة الشرق الأوسط