في تصعيد سياسي وعسكري يكشف الوجه الأكثر تطرفًا للحكومة الإسرائيلية، أعلن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، عن رفضه القاطع إدخال أي نوع من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني تحت الحصار، نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أشهر.
تهديد لحركة حماس
وفي تصريحات صحفية أثارت موجة من الانتقادات، قال سموتريتش: "كل من ينتمي إلى حركة حماس مصيره الموت"، مؤكدًا أن الحكومة الإسرائيلية يجب أن تواصل تدمير كل قدرات الحركة، سواء العسكرية أو المدنية، دون أي تساهل أو تراجع.
واعتبر الوزير المتطرف أن "التحدث في هذه المرحلة عن صفقة تبادل أسرى، أو حتى التفكير في منح فرصة لحماس لإعادة تنظيم صفوفها، هو بمثابة خطأ استراتيجي جسيم" قد يعيد إشعال التهديدات التي تسعى إسرائيل للقضاء عليها، وفق تعبيره.
وفي لهجة تحريضية شديدة، دعا سموتريتش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر إلى التمسك بخيار الحسم العسكري، ورفض أي ضغوط للقبول بصفقة تبادل محتملة، مشددًا على أن الطريق الوحيد أمام إسرائيل هو الضغط المستمر والاستنزاف الكامل لقدرات "حماس" حتى تفقد كل إمكانياتها.
تصعيد خطير
وفي موازاة هذا الموقف العدائي، شهدت مدينة القدس المحتلة تصعيدًا خطيرًا آخر على جبهة المقدسات الدينية، حيث قاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، صباح اليوم الأربعاء، اقتحامًا جديدًا للمسجد الأقصى المبارك، برفقة مجموعة من المستوطنين المتشددين، وتحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
وأفادت مصادر رسمية في محافظة القدس أن المقتحمين دخلوا باحات المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية داخل ساحات الحرم، تخللتها أداء طقوس تلمودية علنية، في تحدٍ صارخ للمكانة الدينية للأقصى ولمشاعر المسلمين في فلسطين والعالم العربي والإسلامي.
وتعد هذه الاقتحامات المتكررة جزءًا من سياسة إسرائيلية ممنهجة لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وتكريس التقسيم الزماني والمكاني للمكان المقدس، ما ينذر بانفجار وشيك للوضع في القدس خاصة، والأراضي الفلسطينية عامة، في ظل تنامي الغضب الشعبي، واستمرار الاحتلال في تنفيذ سياسات تهويدية عدوانية دون رادع.
وتأتي هذه التطورات في وقت يحذر فيه مراقبون من احتمال اندلاع موجة جديدة من العنف الشامل في المنطقة، نتيجة تراكم الانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين، سواء من خلال سياسة التجويع الممنهج في غزة، أو الاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية في القدس.