كشف الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي نقله الإعلام العبري، عن معلومات استخباراتية تشير إلى أن إيران وضعت خطة شاملة لتدمير إسرائيل، من خلال تفعيل أذرعها العسكرية الإقليمية، وفي مقدمتها ميليشيا حزب الله في لبنان، وحركة حماس في غزة، وميليشيا الحوثي في اليمن.
هجوم مخطط
وبحسب ما أوردته القناة 14 العبرية، فإن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن الهجوم المخطط له من قبل إيران كان من المفترض أن يُنفذ بطريقة منسقة، تشبه هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي شنته حركة حماس، ولكن على نطاق أوسع يشمل عدة جبهات في وقت واحد، برًا وجوًا وبحرًا، وبمستوى تصعيدي غير مسبوق.
وأكد البيان أن الخطة الإيرانية تأتي في إطار "استراتيجية ثابتة" ينتهجها النظام الإيراني، وتتمثل في تطوير الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية المتقدمة، بالإضافة إلى تمويل وتوجيه ما وصفه بـ"الإرهاب الإقليمي" ضد الدولة العبرية.
وتابعت القناة أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ترى في هذه التهديدات تصعيدًا ممنهجًا، حيث تشير التقديرات إلى أن طهران تعمل منذ سنوات على توسيع قدراتها الهجومية بشكل مباشر، عبر تطوير رؤوس نووية وصواريخ طويلة المدى، وبشكل غير مباشر، من خلال دعم ميليشيات مسلحة منتشرة في مختلف مناطق الشرق الأوسط.
محو إسرائيل
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن شعبة الاستخبارات التابعة له تمكنت خلال السنوات الأخيرة، خاصة منذ اندلاع الحرب في غزة، من جمع كميات كبيرة من المعلومات والوثائق التي تؤكد وجود خطة حقيقية لدى إيران لتوجيه ضربة ساحقة تهدف إلى محو إسرائيل، مستندةً إلى الهجمات المتزامنة من قبل وكلائها المسلحين.
وبالإضافة إلى المساعي الإيرانية المستمرة في تطوير سلاح نووي، رصدت الاستخبارات الإسرائيلية نشاطًا متزايدًا في مجال تصنيع عشرات الآلاف من الصواريخ والطائرات المسيرة، في وقت تعمل فيه طهران على تجهيز وتنفيذ خطة لهجوم بري منسق، ينطلق من عدة محاور في توقيت واحد.
ووفق المعلومات التي حصل عليها الجيش خلال العمليات القتالية الأخيرة، تبين وجود تنسيق واضح بين النظام الإيراني وقيادات كل من حماس وحزب الله، حتى بعد تنفيذ هجوم أكتوبر، كما تضمنت الأدلة خططًا لإعادة تسليح هذه الفصائل رغم الضربات الإسرائيلية المتواصلة.
الهجوم الإسرائيلي
وفي خطوة ميدانية مرتبطة بتلك المخاوف، أشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ عملية عسكرية داخل الأراضي السورية، أسفرت عن اعتقال عناصر تابعين لحماس في سوريا، بعد إطلاق صواريخ نسبت إليهم، رغم نفي الحركة مسؤوليتها عن ذلك، في محاولة إسرائيلية لإغلاق أي منفذ يمكن لإيران استخدامه.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن هناك تقديرات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تفيد بأن حزب الله يعاني من تراجع كبير في قدراته، بعد فقدانه ما يقرب من 80% من ترسانته الصاروخية بفعل الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة، إلا أن احتمال مشاركته في أي هجوم لا يزال مطروحًا.
أما بشأن الحوثيين وميليشيات العراق الموالية لإيران، فلا تزال إسرائيل تتابع تحركاتهم عن كثب، وسط ترقب لأي تدخل مباشر أو غير مباشر قد يشكل جزءًا من الخطة الإيرانية الأوسع.