تواصل سلطنة عُمان جهودها الدبلوماسية المكثفة لنزع فتيل التوتر العسكري المتصاعد في المنطقة، في أعقاب تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران. وأعلنت وزارة الخارجية العُمانية، اليوم السبت، أن الوزير بدر البوسعيدي أجرى سلسلة من الاتصالات مع عدد من وزراء خارجية الدول الشقيقة والصديقة، بهدف احتواء التدهور الخطير في الأوضاع.
وأوضح البيان أن هذه التحركات تأتي على خلفية ما وصفته الخارجية العُمانية بـ"الاعتداءات الإسرائيلية المباشرة على الأراضي الإيرانية"، والتي بدأت في الساعات الأولى من يوم الجمعة، مشيرة إلى أن تلك الهجمات شكّلت عاملًا مباشرًا في تفجير الوضع الأمني ورفع مستوى التوتر الإقليمي.
وشدد الوزير البوسعيدي، خلال اتصالاته، على أهمية الوقف الفوري للأعمال العدائية، والدعوة إلى ردع أي طرف معتدٍ عبر الوسائل السلمية القائمة على مبادئ القانون الدولي والعدالة، بما يسهم في تجنيب المنطقة مزيدًا من العنف والدمار، ويعزز فرص الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين.
وفي السياق ذاته، تواصلت المواجهات العسكرية بين الجانبين لليوم الثاني على التوالي، إذ أعلنت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب نفّذت "ضربة استباقية" استهدفت منشآت نووية وشخصيات عسكرية رفيعة داخل إيران، وذلك بعد تحذيرات أمريكية من عمل عسكري إسرائيلي وشيك ضد المواقع النووية الإيرانية.
وردًا على ذلك، شنّت القوات المسلحة الإيرانية سلسلة من الهجمات الصاروخية مستخدمة مئات الصواريخ الباليستية التي استهدفت مناطق في عمق إسرائيل. وأكدت طهران أن ردها "لا يعرف حدودًا"، متهمة إسرائيل بتجاوز جميع الخطوط الحمراء، ومشددة على أن التصعيد الحالي جاء نتيجة مباشرة للعدوان الإسرائيلي الأخير.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتكثف فيه الجهود الدولية لمنع انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة، وسط تحذيرات أممية من تداعيات أمنية وإنسانية كارثية، ودعوات ملحّة إلى ضبط النفس وتغليب لغة الحوار على منطق القوة.