في تطور خطير يعكس تصعيدًا غير مسبوق في الصراع بين إسرائيل وإيران، أصدر الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، تحذيرًا عاجلًا ومباشرًا للمواطنين الإيرانيين، دعاهم فيه إلى مغادرة المناطق القريبة من المنشآت النووية ومرافق الأسلحة المنتشرة في أنحاء إيران على وجه السرعة، مشددًا على أن استمرار التواجد في تلك المواقع يُعرض حياتهم للخطر الفوري.
تحذير إسرائيل
وجاء في البيان الرسمي الصادر عن الجيش الإسرائيلي: "نحث جميع المتواجدين حاليًا أو الذين قد يتواجدون مستقبلًا في مفاعلات الأسلحة والمنشآت النووية في إيران، وكذلك الجهات الداعمة لتلك البنى التحتية، على إخلائها فورًا، من أجل سلامتكم، نطالبكم بمغادرة هذه المناطق وعدم العودة إليها حتى إشعار آخر".
وأكد البيان أن الاقتراب من هذه المنشآت يعرض حياة المدنيين للخطر الشديد، في ظل التطورات الأمنية المتسارعة والغارات الإسرائيلية التي قد تستأنف في أي لحظة إذا ما رصدت تهديدات جديدة مرتبطة بالمشروع النووي الإيراني أو تحركات عسكرية من جانب الحرس الثوري.
خلفية التصعيد
يأتي هذا التحذير في أعقاب الهجوم الجوي الواسع الذي نفذته إسرائيل فجر الجمعة الماضي، حيث استهدفت خلاله مواقع استراتيجية داخل إيران، من أبرزها منشأة "نطنز" النووية ومقرات حساسة تابعة للحرس الثوري الإيراني في طهران وأصفهان.
وأسفرت الضربات عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين وعدد من العلماء النوويين، بحسب ما أكده الإعلام الدولي وبعض المصادر الأمنية.
ووصفت تلك العملية بأنها محاولة إسرائيلية استباقية تهدف إلى إعاقة التقدم السريع الذي تحققه طهران في برنامجها النووي، خصوصًا بعد تحذيرات استخباراتية أفادت بأن إيران باتت على بعد أسابيع قليلة فقط من إمكانية تصنيع أول قنبلة نووية في حال اتخذت القرار بذلك.
الرد الإيراني
ولم تتأخر طهران في الرد، حيث أطلقت موجات من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية باتجاه أهداف إسرائيلية، في واحدة من أكبر الهجمات الإيرانية المباشرة منذ عقود.
وعلى الرغم من أن معظم المقذوفات تم اعتراضها بواسطة منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، إلا أن التوتر وصل إلى ذروته في المنطقة، مع تحذيرات دولية من انزلاق الوضع إلى حرب مفتوحة.
تحذير يحمل رسائل مزدوجة
ويرى مراقبون أن التحذير الإسرائيلي الأخير يحمل أبعادًا مزدوجة، فهو من جهة يظهر اهتمامًا بسلامة المدنيين الإيرانيين ويحمل طهران المسؤولية عن تعريضهم للخطر من خلال الإبقاء على المنشآت النووية وسط مناطق مأهولة، ومن جهة أخرى يمهد لتبرير أي ضربات قادمة قد تطال منشآت إضافية يُشتبه في استخدامها لأغراض عسكرية أو نووية.
وحتى الآن، تتوالى ردود الأفعال الدولية بين الدعوات للتهدئة والتحذير من مغبة استمرار التصعيد، في حين تواصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراقبة الأوضاع في المواقع النووية التي طالتها الهجمات، وخاصة نطنز وفوردو، وسط تقارير عن أضرار متفاوتة لم تكشف تفاصيلها كاملة حتى اللحظة.