في تصعيد دموي جديد يفاقم المأساة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، أفادت قناة "الأقصى" الفلسطينية اليوم الثلاثاء، باستشهاد أكثر من 60 مواطنا وإصابة نحو 200 آخرين، نتيجة استهداف مباشر نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في حي الشيخ ناصر شرق خان يونس بينما كانوا ينتظرون وصول المساعدات الإنسانية.
هجوم دموي
وأكدت وزارة الصحة في قطاع غزة أن الحصيلة الأولية لهذا الهجوم الدموي بلغت أكثر من 45 شهيدًا ومئات الجرحى، مشيرة إلى أن الضحايا نُقلوا إلى مجمع ناصر الطبي، الذي يعاني أصلًا من ضغط شديد بسبب استمرار تدفق الإصابات الناتجة عن العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وأضافت الوزارة أن أقسام الطوارئ والعناية المركزة وغرف العمليات في المشفى تعيش حالة من الاكتظاظ غير المسبوق، ما يعكس حجم الكارثة الصحية التي يعانيها القطاع الصحي في ظل الحصار الخانق ونفاد المستلزمات الطبية الأساسية.
وفي بيان رسمي، جددت وزارة الصحة الفلسطينية مناشدتها العاجلة لكل الجهات الدولية المعنية بالشأن الإنساني، وعلى رأسها منظمات الإغاثة العالمية، بضرورة التدخل الفوري لتأمين الإمدادات الطبية العاجلة، ودعم المستشفيات التي تكاد تنهار تحت وطأة الهجمات المستمرة والضغط الهائل من الإصابات اليومية.
الحرب على غزة
تأتي هذه المجزرة الجديدة في سياق الحرب التي اندلعت في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، حين نفذت كتائب القسام هجومًا غير مسبوق على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200وأسر 251 آخرين، بحسب الإحصائيات الرسمية الإسرائيلية، فيما وصفته تل أبيب بأنه "اليوم الأكثر دموية في تاريخها".
وعلى مدار عشرين شهرًا من العمليات العسكرية، شنت إسرائيل حملة عسكرية غير مسبوقة على قطاع غزة، خلفت بحسب وزارة الصحة الفلسطينية قرابة 55 ألف شهيد معظمهم من المدنيين، ودمرت البنية التحتية للقطاع بشكل شبه كامل، ما أدى إلى نزوح الغالبية العظمى من سكانه وارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية، لا سيما في المناطق الجنوبية مثل خان يونس ورفح.
وتمثل هذه المجازر المتكررة بحق المدنيين العزل، لا سيما أثناء انتظارهم للحصول على أبسط مقومات الحياة، انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتسلط الضوء مجددًا على الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة وسط صمت دولي متواطئ وعجز مستمر للمجتمع الدولي عن فرض وقف لإطلاق النار أو تأمين ممرات إنسانية آمنة.