ترامب الأنجيلي - نتنياهو التلمودي

   بقلم: مصطفى عبدالهادي. 

الصراع الخفي بين الرجلين له جذوره وأسبابه، فأحدهما بُمثل الصهيونية المسيحية " البروتستانتية الإنجليكانية"  والآخر  يمثل الصهيونية اليهودية التلمودية ، وكلاهما يكره الآخر ويُجبر على التعامل معه ، ولكل منهما مشروعه الديني المقدس الذي يُلغي الآخر .. فالدور الوظيفي الديني الذي أُنشئت اسرائيل من اجله "بناء الهيكل" لم يُستكمل وهنا يكمن لُب الصراع .. فاسرائيل اليمين المتشدد هي امتداد الصهيونية اليهودية التى ترى أن الوقت قد حان للتنصل من الواجب الديني الوظيفي   المتمثل بضرورة بناء الهيكل تمهيداً لعودة السيد المسيح بحسب معتقد الصهيونية المسيحية الإنجليكانية وترى أن بناء الهيكل يجب أن يخدم الرؤية اليهودية التلمودية التي عززت من قوة الدولة منتشية بقوة الأيباك وسيطرته على مفاصل الحكم والدولة الأمريكية وأهم قطاعاتها وبحجم الغطاء والدعم المهول الذي جعل منها دولة قوية متقدمة باتت تؤمن أن بعث إسرائيل الكبرى قد آن أوانه ولا يمنعها من تحقيق ذلك سوى الحلم الأنجيلي البروتستانتيّ الذي يُمثله ترامب المؤمن بالدور الوظيفي لإسرائيل.. هذا الصراع الخفي بين الصهيونيتين هو ما جعل إسرائيل تتقاعس عن بناء الهيكل إلى الآن على الرغم من الفرص الكثيرة التي سنحت لها بالماضي والحاضر وهو الذي يَشي بخلافٍ أعمق وأكثر حدة كلما حققت إسرائيل انتصاراً جديداً يُعزز من قوتها وتفوقها ليجعل من الصدام بين المشروعين حتمي. فعلى الرغم من خطاب الإلتزام الحديدي لأمريكا تجاه إسرائيل لضمان بقائها وانتصارها على كل من يطرح زوالها، إلا أن هناك صراعاً قائماً بين الصهيونيتين على الملكية والتبعية للدولتين ؛ أمريكا وإسرائيل .

البوابة 24