واتساب تحت الحظر في إيران: اتهامات بالتجسس وتحذيرات من انقطاع الإنترنت

واتساب تحت الحظر في إيران
واتساب تحت الحظر في إيران

في تطور لافت وسط التصعيد بين إيران وإسرائيل، دخل تطبيق واتساب دائرة الاتهام المباشر في طهران، بعد أن دعت السلطات المواطنين إلى حذفه فورًا من هواتفهم، بزعم أنه يشكل تهديدًا أمنيًا وينقل بيانات المستخدمين إلى إسرائيل.

جاء هذا الإعلان عبر التلفزيون الرسمي الإيراني، الذي وصف التطبيق بأنه "أداة تجسس"، وحثّ السكان على التوقف عن استخدامه، في وقت تزداد فيه القيود المفروضة على الإنترنت داخل البلاد.

ورغم عدم تقديم طهران أي أدلة واضحة، فإن السلطات اتخذت خطوات عملية لتعطيل استخدام واتساب وغيره من تطبيقات التواصل، حيث تراجع أداء الإنترنت بشكل ملحوظ مساء الثلاثاء، وتوقفت خدمات اثنين من أكبر مزودي الاتصالات، في خطوة فسّرها خبراء بأنها محاولة لفصل إيران عن شبكة الإنترنت العالمية.

شركة واتساب ردت سريعًا على هذه الاتهامات، مؤكدة أنها "عارية من الصحة تمامًا"، وأوضحت في بيان رسمي أنها لا تملك إمكانية الاطلاع على رسائل المستخدمين، ولا تحتفظ بسجلات الاتصالات، كما أنها لا تقدم بيانات لأي حكومة.

وقالت الشركة: "الرسائل في واتساب مشفّرة بالكامل من الطرفين، ولا يمكن حتى لفريقنا الاطلاع عليها"، محذّرة من أن استخدام اتهامات كاذبة قد يكون مقدمة لحظر التطبيق، وحرمان ملايين المستخدمين من وسيلة اتصال مهمة.

اقرأ ايضاً:

قريبًا.. تحديث جديد لـ واتساب يتيح ميزة "طال انتظارها"

مايكروسوفت في قلب العاصفة والسبب إسرائيل.. ماذا يحدث خلف الأبواب المغلقة؟

في الوقت ذاته، تشير تقارير تقنية إلى أن إيران تعمل على تشغيل شبكة إنترنت محلية فقط، ما يعني احتمال فصل شبه كامل عن الإنترنت العالمي، وهو ما أثار قلقًا واسعًا داخل البلاد وخارجها بشأن مستقبل حرية الوصول إلى المعلومات.

وترافقت هذه الإجراءات مع تصعيد سيبراني بين الطرفين، بعد تعرض مواقع ومؤسسات إيرانية لهجمات إلكترونية منسوبة لمجموعة اختراق تدعى "العصفور الجائع"، يُعتقد أنها على صلة بإسرائيل، حيث استُهدف بنك حكومي بارز، ما أدى إلى تعطل خدماته الإلكترونية.

بالمقابل، أكدت شركات أمن سيبراني أن إسرائيل بدورها تتعرض لهجمات متكررة، وأن نسبة المحاولات زادت بأكثر من 700% منذ اندلاع الأزمة الأخيرة، وسط تحذيرات أميركية من احتمال توسع الحرب السيبرانية لتشمل مصالح دول أخرى.

ويخشى مراقبون أن يتحول التصعيد الرقمي إلى حرب على حرية الإنترنت في إيران، خاصة مع تعطل خدمات مثل "تلغرام" و"VPN"، والتي يعتمد عليها الإيرانيون للالتفاف على الرقابة.

وفي وقت يتحوّل فيه الإنترنت إلى ساحة مواجهة موازية للحرب العسكرية، يجد ملايين المستخدمين أنفسهم بين نارين: الخوف من المراقبة، والخسارة المحتملة لأهم أدوات التواصل في حياتهم اليومية.

 

البوابة 24