في ظل التصعيد الإقليمي المتزايد عقب اندلاع المواجهة بين إسرائيل وإيران، تبادلت تل أبيب وحزب الله اللبناني رسائل تهديدية شديدة اللهجة، كشفت عن اتساع رقعة التوتر في الشرق الأوسط، فقد وجه وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجمعة، تحذيرًا صارمًا إلى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، مهددًا برد قاسٍ في حال أقدم الحزب على أي تحرك ضد إسرائيل، فيما أعلن قاسم أن الحزب ليس على الحياد ويقف بوضوح إلى جانب طهران.
كاتس يتوعد
في بيان شديد اللهجة، خاطب وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حزب الله عبر تهديد مباشر لنائبه نعيم قاسم، قائلًا: "أنصح الوكيل اللبناني أن يلزم الحذر ويدرك أن إسرائيل فقدت صبرها حيال الإرهابيين الذين يهددونها".
وشدد كاتس على أن أي تحرك من حزب الله في سياق المواجهة مع إيران سيقابل برد غير مسبوق، مشيرًا إلى أن إسرائيل لن تتهاون بعد الآن: "إذا حصل إرهاب، لن يعود هناك حزب الله".
وهاجم كاتس قاسم بشدة، متهمًا إياه بالخضوع الكامل لما وصفه بـ"أوامر الديكتاتور الإيراني"، مؤكدًا أن الأخير لم يتعلم شيئًا من مصير من سبقوه في الصراع مع إسرائيل، وأضاف: "أقترح على حزب الله أن يكون حذرًا، فقد نفد صبر إسرائيل تجاه التهديدات المتكررة من التنظيمات الإرهابية."
نعيم قاسم يرد
من جانبه، لم يتأخر رد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي أصدر بيانًا الخميس، أكد فيه موقف الحزب الداعم لإيران بشكل كامل ورفضه الوقوف على الحياد في المعركة الحالية.
وقال قاسم: "نحن في حزب الله والمقاومة الإسلامية لسنا على الحياد، بل إلى جانب إيران وقيادتها وشعبها، في مواجهة هذا العدوان الأميركي–الإسرائيلي الغاشم".
ووصف قاسم ما تتعرض له إيران بأنه عدوان غاشم تقوده قوى الاستكبار وعلى رأسها أميركا، ومعها الغدة السرطانية إسرائيل، وأوضح أن دعم الحزب لطهران ليس فقط موقفًا سياسيًا بل التزام نابع من مبادئ المقاومة، وتابع: "نحن إلى جانب إيران لأننا مع استقلالنا، وتحرير أرضنا، وحرية قرارنا وخياراتنا."
وفي إشارة ضمنية إلى احتمال تدخل الحزب في التصعيد الإقليمي، ختم قاسم بيانه بقوله: "نتصرف بما نراه مناسبًا في مواجهة هذا العدوان، ونعبر عن موقفنا بوضوح دعمًا لحقوق إيران المشروعة".
مواجهة إعلامية
تأتي هذه التصريحات المتبادلة في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا غير مسبوق، وسط تحذيرات دولية من انزلاق المشهد نحو حرب شاملة متعددة الجبهات، تشمل أطرافًا غير رسمية موالية لطهران كحزب الله والحوثيين والحشد الشعبي العراقي، في مواجهة مباشرة أو غير مباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقد أبدت مصادر دبلوماسية غربية مخاوف من أن تتوسع المواجهة الحالية لتشمل الأراضي اللبنانية أو السورية، في حال نفذ حزب الله تهديداته، أو اعتبرت إسرائيل مجرد إعلان الدعم لطهران ذريعة لضرب أهداف للحزب في لبنان.