في خضم التحولات المتسارعة على الساحة السياسية والأمنية الإسرائيلية، كشفت القناة الـ12 العبرية، صباح الثلاثاء، أن مقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يبحثون بشكل جدي خيار الدعوة إلى انتخابات مبكرة، فور التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، بهدف استثمار ما يعتبرونه زخمًا سياسيًا ناتجًا عن الانتصار على إيران والدعم الأميركي المتجدد.
نصر إيراني وانتكاسة غزية
وبحسب التقرير، فإن أوساط نتنياهو ترى أن التوقيت الحالي يمثل فرصة نادرة لإعادة ضبط المشهد السياسي الإسرائيلي، خاصة بعد تصاعد شعبية نتنياهو خلال الحرب الأخيرة مع إيران، والتي أظهرته بحسبهم "كقائد حازم نجح في إبعاد التهديد الوجودي الإيراني".
ويقارن المقربون منه هذا الارتفاع في التأييد مع التراجع الملحوظ في شعبيته أثناء العمليات العسكرية المطولة في غزة، والتي واجه فيها انتقادات حادة على خلفية عدم تحقيق نتائج حاسمة واستمرار احتجاز الإسرائيليين لدى حماس.
الأرضية الانتخابية قيد التجهيز
أكدت القناة أن النظام السياسي الإسرائيلي بدأ بالفعل في تهيئة الأجواء للانتخابات المحتملة، سواء على مستوى الخطاب السياسي أو التحركات داخل الكنيست، مشيرة إلى أن الأحزاب المختلفة باتت تتصرف وكأنها في مرحلة ما قبل الانتخابات، رغم عدم الإعلان الرسمي بعد.
ويجري العمل حاليًا، وفق التقرير، على صياغة خطاب سياسي جديد يرتكز على "النجاح الأمني الخارجي"، مقابل التحديات الداخلية التي سيجري تأطيرها على أنها قابلة للحل في حال منحت الحكومة الحالية تفويضًا جديدًا من الشعب.
معارك قادمة تحت قبة الكنيست
ورغم هذا التفاؤل النسبي داخل مكتب رئيس الوزراء، إلا أن جلسة الكنيست المرتقبة تحمل ملفات شائكة قد تعيد خلط الأوراق، وأبرزها مشروع قانون يتعلق بالإعفاءات الضريبية وتحويلات في الميزانية لتغطية تكاليف الحرب الأخيرة مع إيران.
ويتوقع أن تحدث هذه الملفات خلافات حادة داخل الائتلاف الحاكم، خاصة مع أحزاب دينية ويمينية تطالب بضمانات اقتصادية مسبقة قبل تمرير أي حزمة مالية جديدة، ما قد يؤدي إلى تفكك الائتلاف بشكل مفاجئ.
غزة عقدة قبل الاقتراع
ترى مصادر القناة أن أي تحرك انتخابي سوف يتطلب أولًا إنهاءًا منظمًا للملف الغزي، سواء عبر التوصل إلى هدنة مستقرة، أو من خلال عملية سياسية تشمل صفقة لإعادة المحتجزين الإسرائيليين.
وبحسب تقديرات هذه الدوائر، فإن النجاح في إيران لا يمكن ترجمته إلى مكاسب انتخابية إلا إذا ترافق مع إغلاق ملف غزة، لأن استمرار الحرب في القطاع سيبقي على الانتقادات الداخلية ويضعف أي إنجاز على الجبهة الشمالية.
دعم أميركي
ومن العوامل التي تشجع نتنياهو على هذا المسار، بحسب التقرير، تجدد الدعم الأميركي له من قبل إدارة ترامب التي كانت الراعية المباشرة لاتفاق وقف إطلاق النار مع إيران.
وترى الدوائر المحيطة بنتنياهو أن هذا الدعم، إلى جانب صورة "القائد المنتصر" التي ارتسمت خلال الحرب الأخيرة، يشكلان فرصة نادرة لتجديد شرعيته عبر صناديق الاقتراع، في وقت لا يزال فيه يواجه تحديات قانونية وشعبية لم تحل بالكامل.