بالرغم من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، انتهاء الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل، فإن الغموض لا يزال يلف مصير الحرب الجارية في غزة بين تل أبيب وحركة حماس، وسط تصعيد ميداني ودبلوماسي متسارع.
اتفاق لم يصمد
وكان "ترامب" قد أعلن التوصل إلى اتفاق لوقف كامل لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، لكن سرعان ما تبادل الطرفان الاتهامات بخرق الاتفاق.
وأشار "ترامب"، إلى إن إسرائيل وإيران انتهكتا الهدنة، مضيفًا: "أنا غير راضٍ عن أي من البلدين، خصوصاً إسرائيل".
غزة تحت النار
أما في قطاع غزة، تواصلت الهجمات الإسرائيلية، حيث أفاد مسعفون وشهود عيان بأن القوات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 40 فلسطينياً، اليوم الثلاثاء، وأصدرت أوامر بإجلاء المزيد من المناطق السكنية.
وأثار اتفاق وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب آمالاً فلسطينية بإنهاء حرب غزة المستمرة منذ أكثر من 20 شهراً، والتي دمرت البنية التحتية للقطاع وشردت غالبية السكان، وسط تفاقم سوء التغذية.
مفاوضات غزة متعثرة
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر مقربة من حركة حماس لوكالة "رويترز"، بوجود جهود جديدة لإحياء المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار.
وأوضحت "المصادر"، أن الحركة مستعدة لمناقشة أي مبادرات تنهي الحرب وتضمن انسحاباً إسرائيلياً من غزة، وهي شروط تصر عليها حماس وترفضها الحكومة الإسرائيلية.
دعوات أوروبية للتهدئة
ومن جهته، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته الرسمية لأوسلو، على ضرورة التوصل إلى هدنة في غزة واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية، لافتًا إلى خطورة استمرار الوضع. من جانبه، دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس إلى وقف فوري لإطلاق النار، معتبراً أن الوقت قد حان لإنهاء الصراع بين إسرائيل وحماس.
صحيفة "ذا تايمز" البريطانية وصفت الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 بأنها أصبحت "منسية"، لكنها لا تزال مستعرة دون نهاية واضحة. وأضافت أن أهداف إسرائيل العسكرية تتبدل باستمرار، بينما تواصل المعاناة الفلسطينية التمدد.
دعوات داخل إسرائيل
مع إعلان الهدنة مع إيران، علت أصوات داخل إسرائيل تطالب بإنهاء الحرب في غزة وإعادة الرهائن، حيث ناشد زعيم المعارضة يائير لابيد وقف الحرب على غزة، قائلاً عبر منصة "إكس": "والآن غزة، آن الأوان لإنهائها، أعيدوا الرهائن، وأوقفوا الحرب".
كما طالب "لابيد"، "منتدى أسر الرهائن والمفقودين" الحكومة الإسرائيلية إلى الدخول في مفاوضات عاجلة لإعادة الرهائن وإنهاء الحرب، مشيرين إلى أن العملية العسكرية في إيران انتهت خلال 12 يوماً، بينما تستمر حرب غزة منذ أكثر من 627 يوماً.
أصوات متشددة ترفض الهدنة
بينما أعلن وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، عن رفضه دعوات التهدئة، قائلًا أن "الآن هو وقت التوجه بكل القوة إلى غزة لإنهاء المهمة: القضاء على حماس واستعادة الرهائن".
والجدير بالذكر إن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 55,998 شهيداً، غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما لا تزال أرقام الدمار والمآسي الإنسانية في تصاعد مستمر، وفقاً لبيانات وزارة الصحة في قطاع غزة.
