أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن الساعات الأربع والعشرين الماضية شهدت تصاعدًا لافتًا في المخاوف لدى دوائر يهودية دولية، على خلفية تقارير تفيد بقيام السلطات الإيرانية بتنفيذ حملة اعتقالات طالت أفرادًا من الجالية اليهودية داخل البلاد، بزعم الاشتباه بتعاونهم مع إسرائيل، وذلك في ظل اشتداد التوترات الإقليمية بين طهران وتل أبيب.
ادعاءات باعتقال ومصادرة ممتلكات
ووفقًا لما ذكرته الصحيفة، فقد أقدمت أجهزة الأمن الإيرانية على مداهمة منازل تابعة لعائلات يهودية، واحتجزت عددًا من أفرادها، وصادرت أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة الخاصة بهم.
ونقلت الصحيفة عن ناشط يهودي يقيم في الولايات المتحدة، ويتابع أوضاع الجالية اليهودية في إيران، أن السلطات قامت بتكبيل أيدي المعتقلين خلال المداهمات، واقتادتهم إلى أماكن غير معلومة، دون توجيه تهم واضحة حتى اللحظة.
إطلاق سراح النساء
بحسب المصدر ذاته، فإن السلطات الإيرانية أفرجت لاحقًا عن النساء اللواتي تم اعتقالهن، بينما لا يزال عدد من الرجال رهن الاحتجاز، في ظل غياب أي معلومات رسمية بشأن أماكن وجودهم أو طبيعة التهم التي يشتبه بتورطهم فيها.
وقد أثار هذا الغموض قلقًا متزايدًا في أوساط المدافعين عن حقوق الأقليات اليهودية الذين طالبوا بالكشف الفوري عن مصير المحتجزين.
سياق إقليمي متوتر
وتتزامن هذه الحملة مع حالة من التوتر الشديد تشهدها منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد تصاعد الأعمال العدائية بين إيران وإسرائيل، والتي تضمنت هجمات متبادلة وعمليات استخباراتية معقدة.
وكانت السلطات الإيرانية قد أعلنت في وقت سابق عن تمكنها من تفكيك خلايا تجسس تابعة لجهاز "الموساد" الإسرائيلي، واعتقال عدد من المتورطين بالتعاون الأمني مع تل أبيب، وهو ما قد يفسّر التصعيد الأخير ضد أفراد من الجالية اليهودية في إيران.
ورغم خطورة المزاعم التي نقلتها الصحيفة العبرية، لم يصدر حتى الآن أي رد رسمي من السلطات الإيرانية يؤكد أو ينفي صحة ما ورد في التقرير، الأمر الذي يبقي الوضع مفتوحًا على احتمالات متعددة، وسط توقعات بأن تتحرك منظمات يهودية دولية لمطالبة المجتمع الدولي بممارسة ضغوط على طهران لضمان حماية حقوق الجاليات الدينية، والكشف عن مصير المحتجزين.
اتهامات غير مسبوقة
ويرى مراقبون أن هذه الاعتقالات – إن صحت – قد تكون جزءًا من سياسة أكثر تشددًا تتبعها السلطات الإيرانية تجاه أي شبهة اتصال بإسرائيل في ظل التصعيد العسكري والسياسي الراهن، مؤكدين أن الجالية اليهودية في إيران لطالما واجهت تحديات حساسة نتيجة التوتر المستمر بين طهران وتل أبيب، لكن الوضع الحالي يحمل مخاطر أكبر من مجرد التحقيقات الاعتيادية، وربما يدخل في إطار تصفية حسابات سياسية تحت غطاء أمني.