رغم الضربات الأمريكية.. مفأجاة غير متوقعة في منشأة فوردو النووية تكشفها الأقمار الصناعية (صور)

منشأة فوردو النووية
منشأة فوردو النووية

أظهرت صور أقمار صناعية جديدة نشرتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" صباح الثلاثاء، أن إيران تواصل العمل داخل منشأة فوردو النووية رغم تعرضها مؤخرًا لضربة جوية أميركية ضخمة باستخدام قاذفات الشبح B-2. وتم التقاط الصور مساء الأحد، أي بعد مرور أكثر من أسبوع على الهجوم الذي استهدف الموقع النووي شديد التحصين.

وأوضحت "ماكسار" في تعليقها على الصور أن النشاط لا يزال قائمًا حول فتحات التهوية الرئيسية للموقع، كما تبين وجود علامات واضحة للحفر في المناطق التي تضررت بفعل الغارات الجوية. 

وأظهرت الصور أيضًا وجود حفارة تعمل مباشرة بجانب الفتحة الشمالية على التل المشرف على المجمع، بالإضافة إلى رافعة تنشط عند مدخل الحفرة، وهو ما يشير إلى بدء عمليات ترميم أو تقييم هندسي دقيق للأضرار.

معدات وأفراد على الأرض

رصدت الصور كذلك وجود عدد من الأفراد والمركبات المتمركزة أسفل التل، بالقرب من الطريق الممهد الذي يؤدي إلى داخل المنشأة المحصنة تحت الأرض، وتشير هذه المؤشرات إلى أن الجانب الإيراني لم يتوقف عن العمل، بل دخل على ما يبدو في مرحلة فحص الأضرار المحتملة الناتجة عن الضربات الجوية الأميركية إلى جانب ما قد يكون جهودًا لإعادة التأهيل أو الردم.

ويعتقد أن الأنشطة الجارية تشمل عمليات هندسية وفنية معقدة، منها ردم الحفر، وإجراء تحاليل إشعاعية لأخذ عينات من المواقع المتضررة، وذلك وفقًا لما أفاد به ديفيد أولبرايت، المفتش النووي السابق ورئيس "معهد العلوم والأمن الدولي". 

68639a6c4c59b72eaf658e0d.png


 

ولفت أولبرايت إلى أن الحفر الناتجة عن قنابل MOP التي استهدفت فتحات التهوية لا تزال مرئية، ما يعكس حجم الضرر من جهة، ولكنه في الوقت نفسه لا يعني أن المنشأة خرجت عن الخدمة كليًا.

تفاصيل الهجوم

وتأتي هذه المستجدات بعد أن شنت قاذفات الشبح الأميركية B-2 هجومًا جويًا واسع النطاق في يونيو الماضي، ألقت خلاله أكثر من 12 قنبلة خارقة للتحصينات على موقعي "فوردو" و"نطنز" النوويين داخل الأراضي الإيرانية، كما تم إطلاق صواريخ كروز من طراز "توماهوك" من غواصة أميركية باتجاه منشآت في أصفهان بوسط إيران، ضمن عملية عسكرية تهدف إلى تقويض قدرات إيران النووية.

68639a6c4c59b72eaf658e0d.png


 

وأكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال دان كاين، أن الهدف الأساسي للعملية كان تدمير فتحات التهوية التي تشكل نقطة الضعف الرئيسية في منشأة فوردو المحصنة تحت الأرض، والتي تستخدم في عمليات تخصيب اليورانيوم.

تقييمات دولية متباينة

وفيما لا تزال الولايات المتحدة تؤكد أن الضربة كانت ناجحة وأدت إلى "إعادة البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء لعقود"، جاءت تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، لتقدم صورة مغايرة.

فقد صرح غروسي، يوم الأحد، بأن الضربات الجوية الأميركية لم تلحق دمارًا كليًا بمنشآت البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن طهران لا تزال تحتفظ بالقدرة على استئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم خلال فترة لا تتجاوز عدة أشهر، وهذا التصريح يتعارض بشكل مباشر مع رواية البيت الأبيض الذي يسوق الهجوم كضربة استراتيجية شديدة التأثير.

ويظهر استمرار العمل في فوردو أن إيران لا تعتزم التخلي عن برنامجها النووي بسهولة، بل تسعى إلى إثبات قدرتها على الصمود والرد السريع في وجه الضغوط العسكرية، ويبدو أن طهران تسعى من خلال هذه التحركات إلى إرسال رسالة واضحة بأنها لن تسمح بانهيار بنيتها النووية تحت أي تهديد خارجي.

روسيا اليوم