كشف البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيستضيف، اليوم الأربعاء، رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على مأدبة عشاء.
ويأتي هذا اللقاء في ظل سعي الولايات المتحدة وقطر لتنسيق الجهود المشتركة من أجل التوسط في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
خلافات تعيق مفاوضات غزة
وكان ترامب قد أعرب، في الأسابيع الماضية، عن تفاؤله المتكرر بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب، إلا أن المحادثات الأخيرة واجهت عراقيل نتيجة الخلافات القائمة حول مدى انسحاب إسرائيل من قطاع غزة ضمن مقترح وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، وهو المقترح المطروح حالياً على طاولة المفاوضات.
ومن المقرر أن يعقد ترامب اجتماعًا في البيت الأبيض مع كل من ملك البحرين وولي عهد المملكة، اليوم الأربعاء، في إطار سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية المكثفة المتعلقة بالأزمة القائمة في غزة.
مرونة في المفاوضات
وكانت القناة 13 الإسرائيلية، قد نقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع متواجد في العاصمة القطرية الدوحة، أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبدت مرونة مفاجئة في مفاوضات وقف إطلاق النار، حيث وافقت على انسحاب أوسع للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة ضمن إطار هدنة جديدة يجري التفاوض بشأنها.
لكن المسؤولين الإسرائيليين شددوا – بحسب القناة – على أن هذا الانسحاب لن يكون دائماً بل يعتبر مؤقتاً ومشروطاً بسير المفاوضات وتنفيذ الأطراف الأخرى لتعهداتها، وأكدوا أن نتنياهو لا ينوي إنهاء الحرب بشكل كامل بعد انتهاء فترة الهدنة المقترحة التي تمتد لـ60 يوماً.
تعديلات على خرائط الانسحاب
بحسب التقارير الإعلامية الإسرائيلية، يعمل المفاوضون في الدوحة حالياً على تعديل الخرائط الخاصة بالمواقع العسكرية التي سيبقى فيها الجيش الإسرائيلي خلال فترة التهدئة، وتشير التسريبات إلى أن الوسطاء يضغطون باتجاه انسحاب ملموس من مدينة رفح، التي تشهد منذ أشهر أعنف العمليات العسكرية وأشد الكوارث الإنسانية.
وتسعى الأطراف المعنية إلى التوصل إلى صيغة ترضي كلا الطرفين وتضمن انسحاباً تدريجياً من الشمال أولاً، ثم الجنوب، مع الاحتفاظ بوجود إسرائيلي رمزي أو جزئي في محيط محور موراغ وبعض مناطق رفح، وهو ما يوصف بأنه حل وسط أمني-ميداني.
تفاصيل مسودة الاتفاق
تضمنت مسودة الاتفاق التي تم التوافق على خطوطها العريضة بين الوسطاء والأطراف المعنية، خطة زمنية لتبادل محتجزين، تنفذ على مدى هدنة تمتد إلى 60 يوماً، وتشير المسودة إلى أن الصفقة تشمل:
- إطلاق سراح 28 محتجزًا إسرائيليًا، منهم 10 أحياء و18 جثمانًا، على مراحل.
- وقف شامل للنشاط العسكري الإسرائيلي داخل القطاع، إلى جانب تدفق المساعدات الإنسانية بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
ووفق جدول التنفيذ:
- اليوم الأول: الإفراج عن 8 أحياء.
- اليوم السابع: تسليم 5 جثامين.
- اليوم الثلاثون: تسليم 5 جثامين أخرى.
- اليوم الخمسون: إطلاق سراح مختطفين اثنين أحياء.
- اليوم الأخير: تسليم 8 جثامين متبقين.
ويأتي ذلك ضمن خطة متدرجة لبناء الثقة، تهدف إلى اختبار مدى التزام الأطراف، وتهيئة الأجواء لاتفاق أشمل لاحقاً.