كواليس مفاوضات وقف إطلاق النار.. هل تنازل نتنياهو فعلا في محادثات الدوحة؟

بنيامين-نتنياهو-2.jpg
بنيامين-نتنياهو-2.jpg

 

تستمر وسائل الإعلام الإسرائيلية في تسليط الضوء على ما وصفته بالتحول المفاجئ في موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث أبدى استعداده لتقديم تنازلات كبيرة في سياق مفاوضات صفقة الأسرى.

وبتوجيه مباشر منه، شرع جيش الاحتلال بالتحضير للانسحاب من معظم المناطق التي استولى عليها في قطاع غزة، ويشمل ذلك التخلي عن السيطرة على "محور موراج" الواقع جنوب القطاع، علاوة على انسحاب ملحوظ من منطقة السياج الحدودي الأمني. 

والجدير بالإشارة أن هذه المنطقة كانت قد توسعت خلال عملية "عربات جدعون" إلى عمق يقدر بنحو كيلومترين داخل أراضي غزة، غير أن التعليمات الجديدة للجيش تقضي بالتراجع في بعض المواضع إلى مسافة لا تبعد سوى مئات الأمتار من الحدود الفعلية.

سباق نحو صفقة مؤقتة

ووفقًا لما ذكرته مصادر سياسية، فإن نتنياهو يضغط بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق مؤقت لإطلاق سراح الأسرى في أقرب فرصة ممكنة، ولهذا السبب أعطى أوامره للوفد الإسرائيلي بالبقاء في الدوحة على أمل التوصل إلى تفاهم خلال الأيام القليلة المقبلة.

الجيش منقسم والموقف الرسمي مرن

وفي المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، تختلف الآراء حول طبيعة وحجم هذه التنازلات، ومع ذلك، صرح رئيس الأركان إيال زامير في الأسبوع الجاري بأن الجيش على استعداد لإبداء المرونة، وأن القرار النهائي يعود للقيادة السياسية.
وأكد "زامير": "في حال التوصل إلى صفقة، فسنجهز أنفسنا بما يتماشى مع التعليمات الصادرة عن القيادة السياسية"، وهو ما حمل في طياته رسالة واضحة بأن الجيش لن يعارض هذا التوجه، بل سيتماشى معه.

وفي هذا الإطار، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن موقف زامير يعني عمليًا أن الجيش لن يقف عائقًا إذا قرر نتنياهو المضي في خيار الانسحاب، حتى وإن كان الثمن باهظًا.

جدل داخلي حول "محور موراج"

وعلى الرغم من ذلك، لا تجتمع كافة القيادات العسكرية على تأييد هذه الخطوة، فهناك من يرى أن الانسحاب من "محور موراج" سيعيد مدينة رفح عمليًا إلى سيطرة حركة حماس، ويقوض مكتسبات عملية "عربات جدعون"، خصوصًا فيما يخص السيطرة على خط التماس الحدودي.

وفي السياق ذاته تشهد أروقة الجيش جدل واسع بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل مع حماس، إذ يعتقد بعض كبار الضباط أن الحركة لن تتنازل عن أوراقها التفاوضية بسهولة، مما يدفعهم إلى ترجيح خيار استعادة أكبر عدد ممكن من الأسرى، حتى لو كلف الأمر ثمناً كبيرًا وطال أمده.

بداية طريق لإنهاء الحرب؟

كما يرى كبار المسؤولين العسكريين أن هذه التنازلات ليست مجرد خطوة لوقف مؤقت للقتال في رفح، بل إنها قد تمثل البداية الفعلية لعملية تقود إلى إنهاء الحرب برمتها.
والجدير بالذكر أن الضباط يدركون أن المرحلة المقبلة قد تشهد انطلاق مفاوضات لوقف شامل للقتال، في ظل تصاعد الضغوط الأميركية المتزايدة، ولا سيما مع تنامي تدخل الرئيس دونالد ترامب في هذا الملف.

يديعوت أحرونوت