أفادت صحيفة "لوموند" الفرنسية، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يتوان عن تقويض المبادرات السلمية التي قادها الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن من أجل وقف إطلاق النار في غزة، كل ذلك بهدف الحفاظ على موقعه في السلطة.
إخفاقات واشنطن
ولفتت "الصحيفة"، إلى أن الجهود "المرتبكة" التي بذلها الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب خلال ستة أشهر لحل النزاع الدموي في غزة باءت بالفشل، موضحة أن تلك الجهود لم تنتهِ فقط بانهيار الهدنة التي تم التوصل إليها قبيل توليه المنصب بشهر ونصف، بل تصاعدت المأساة الإنسانية في القطاع الفلسطيني إلى مستويات مأساوية غير مسبوقة.
وعلى الرغم من ذلك، شددت "الصحيفة"، على ضرورة عدم تجاهل المسؤولية الكبيرة التي يتحملها الرئيس الأمريكي الأسبق جو بايدن في هذه الكارثة، موضحة أن بايدن قدم دعماً شبه غير مشروط لنتنياهو خلال 15 شهراً من الحرب على غزة.
نتنياهو راوغ بايدن
وفي السياق ذاته، أشارت "الصحيفة"، إلى ما كشفه تحقيق أجرته نيويورك تايمز، استند إلى وثائق سرّية ومقابلات مع أكثر من مئة مسؤول، حيث أظهر التقرير مدى قدرة نتنياهو على التلاعب ببايدن، على الرغم من رهان الأخير المعلن على إعادة انتخاب ترامب.
كما كشف تقرير "لوموند"، أن نتنياهو صقل مهاراته السياسية بفضل سنواته الطويلة في الحكم، إذ تولى رئاسة الوزراء أكثر من 17 عاماً، من 1996 إلى 1999، ثم من 2009 إلى 2021، وأخيراً منذ ديسمبر 2022.
تغيير جذري ومناورات مستمرة
وشددت "الصحيفة"، على أن هذه الفترات الطويلة مكنته من إعادة رسم معالم المشهد السياسي الإسرائيلي وتغيير بعض المؤسسات بشكل عميق، رغم ما أثارته خطواته من احتجاجات ضد هذا المسار "غير الليبرالي".
وتابعت "الصحيفة"، أن ما يميز نتنياهو تكتيكياً هو انتهازيته واستعداده الدائم للمناورة والتضحية بكل شيء في سبيل التشبث بالسلطة.